٥ ـ وفي الإصحاح الثامن والثلاثين من التكوين : أن «يهوذا» بن يعقوب زنى بزوجة ابنه «عير» المسماة «بثامار» وأنها حبلت منه وولدت له ولدين «فارص» و «زارح» ، وقد ذكر إنجيل متى في الإصحاح الأول نسب يسوع المسيح تفصيلا ، وجعل المسيح وسليمان وأباه داود من نسل فارص «هذا الذي ولد من زنا يهوذا بكنّته (١) ثامار».
حاشا أنبياء الله أن يولدوا من الزنى ، كيف وأن تنسب إليهم الولادة من الزنى بذات محرم!! ولكن واضع التوراة الرائجة لا يبالي بما يكتب وبما يقول!!.
٦ ـ وفي الإصحاحين الحادي والثاني عشر من صموئيل الثاني : أن داود زنى بامرأة «أوريا» المجاهد المؤمن. وحملت من ذلك الزنى ، فخشي داود الفضيحة ، وأراد تمويه الأمر على أوريا ، فطلبه وأمره أن يدخل بيته فأبى «أوريا» وقال : «سيدي ـ يوآب ـ وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء ، وأنا آتي الى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي ، وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر» فلما يئس داود من التمويه أقامه عنده اليوم ، ودعاه فأكل عنده وشرب وأسكره وفي الصباح كتب داود الى يوآب : «اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت» وقد فعل يوآب ذلك فقتل أوريا ، وأرسل الى داود يخبره بذلك ، فضم داود امرأة أوريا الى بيته وصارت امرأة له بعد انتهاء مناحتها على بعلها. وفي الإصحاح الأول من إنجيل متى : أن سليمان بن داود ولد من تلك المرأة.
تأمل كيف تجرّأ هذا الوضّاع على الله؟ وكيف تصح نسبة هذا الفعل إلى من له أدنى غيرة وحمية فضلا عن نبي من أنبياء الله؟ وكيف يجتمع هذا مع ما في إنجيل لوقا
__________________
(١) كنّة : زوجة الابن.