بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
لا يخفى أن العمق الكمّي والنوعي الذي امتازت به حركة التصنيف والتأليف لدى علماء وأجلاء مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام كان ولا زال بحد ذاته السور المتين والحصن المنيع الذي صان لهذه المدرسة أسسها ومبادئها من الانحراف والضياع ، بل شيّدت هذه الآثار النفيسة بمضمونها المتكامل ومحتواها الفني القاعدة الصلبة والمنبع الفياض لكل الاطروحات والمحاولات التي تنصب في سبيل مكادحة الأفكار الفاسدة والتيارات المضلّة ، فحفظت للامة قيمها وأصالتها ومنحتها المناعة الدائمة والمقاومة الفاعلة في أحلك الظروف وأشدها.
ولقد كانت مؤلفات ومصنفات زعيم الحوزة العلمية ، أستاذ الفقهاء والمجتهدين ، الإمام الخوئي قدس الله نفسه الزكية ، النموذج الرائع والمصداق الرفيع والمثل الرائد الذي ساهم مساهمة عملاقة في رفد ميادين الفكر والثقافة