لا رَيْبَ فِيهِ) حيث لا يستقيم في عدله أن يفلت المسيء من العقاب ، ويحرم المحسن من الثواب.
١٣ ـ (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) من السكنى لا من السكون ، والقصد عموم الملك لكل كائن أينما كان ومتى يوجد.
١٤ ـ (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ...) وهو الخالق الرازق (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) بطبيعة الحال لأنه هو الداعي الأول إلى القرآن والإسلام (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) أي نهيت عن الشرك كما أمرت بالإسلام.
١٥ ـ (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) لقد وضعت هذه الآية محمدا مع غيره على مستوى واحد أمام الله ، بلا امتياز وحقوق مقدسة لأي إنسان إلا بما يقدمه من خدمة لأخيه الإنسان ، ومن هنا جاءت عظمة محمد (ص) وغيره من الأنبياء والعظماء ، هذا هو الإسلام في واقعه : عدل ومساواة.
١٦ ـ (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ) العذاب (يَوْمَئِذٍ) القيامة (فَقَدْ رَحِمَهُ) أي ينال رحمة الله وثوابه.
١٧ ـ (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) مهما كان نوعه (فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) حتى الدواء الذي يشفيك من مرضك والطبيب الذي عالجك هما من خلق الله. (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقدر على إزالته وعلى دوامه ومضاعفته ويجب أن لا ننسى أن الشرط الأساس لكل نجاح في الحياة الدنيا والآخرة هو العمل (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ـ ٢ العصر ... (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) ـ ٣٩ النجم».
١٨ ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) يقصم ظهور الطغاة والجبارة.
١٩ ـ (قُلْ) يا محمد لمن يجحد بنبوتك : (أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) هل تريدون مني دليلا؟ فعندي أعظم دليل (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) وكفى بالله هاديا وشهيدا (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) القرآن هو الشاهد والدليل من الله على نبوة محمد ، وقد تحدى وما زال كل جاحد ومعاند (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ
____________________________________
الإعراب : (لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ لِمَنْ) متعلق بمحذوف خبر مقدم و (ما) مبتدأ مؤخر ، والجملة مفعول لقل. ولله متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف ، أي قل هو كائن لله. (الَّذِينَ خَسِرُوا) مبتدأ ، (فَهُمْ) مبتدأ ثان ، ولا يؤمنون خبر للمبتدإ ، وهو وخبره خبر المبتدأ الأول. (أَغَيْرَ اللهِ) غير مفعول أول لاتخذ ، و (وَلِيًّا) مفعول ثان. و (فاطِرِ) صفة لله.