آلِهَةً أُخْرى) كيف تجعلون مع الله شركاء بعد وضوح الأدلة على وحدانيته (قُلْ لا أَشْهَدُ) لا أجعل مع الله إلها آخر (قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) وهذا هو التوحيد : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ...).
٢٠ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) الضمير في يعرفونه لمحمد (ص) والمراد بأهل الكتاب علماء اليهود والنصارى في عهد الرسول ، وتقدمت هذه الآية في سورة البقرة الآية ١٤٦ ، وأيضا تأتي في سورة الأعراف ١٥٧ : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ).
٢١ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) كل من كذب على الله ورسوله عامدا متعمدا في سلب أو إيجاب ـ فهو كافر بالاتفاق ، وعليه فالمراد من الظلم هنا الكفر.
٢٢ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) ولا مهرب لأحد من ذاك اليوم الشاهد المشهود (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) تعبدون من دون الله حجرا كان أو إنسانا أو متاعا من ملذات الدنيا.
٢٣ ـ (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أي معذرتهم الكاذبة الكافرة (إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) أي ما كنا نعتقد بأننا على الشرك والضلال. أو أن في القيامة مواقف في بعضها يستطيعون الكذب ، وفي بعضها (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) ـ ٤٢ النساء».
٢٤ ـ (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) حيث أنكروا الشرك وهو في أعماقهم (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) غاب عن المشركين الإله الذي كانوا يعبدونه من دون الله ٢٥ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) يا محمد وأنت تتلو القرآن ، ولكنهم لا ينتفعون به ولا بغيره من الدلائل والبينات (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) جمع واحدها كنان وهو الغطاء (أَنْ يَفْقَهُوهُ) أن يفهموا القرآن (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) ثقل السمع ، وصحت النسبة إلى الله تعالى ، لأنه خالق كل شيء حتى السم القاتل ، وأيضا النسبة إلى الفاعل القادر المختار لتوسط الإرادة والاختيار.
(وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) وكل ذاتي لا يؤمن إلّا بذاته ، ولا يقتنع إلا بمنفعته ، ويستحيل في حقه أن يحتمل ويرتقب الخطا من نفسه إلا نظريا لا عمليا ، أقول هذا عن حس لا عن حدس وبشهادة العيان والوجدان (حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ) في القرآن وهم مصرون سلفا على الكفر به على كل حال حتى وإن قام عليه ألف دليل ودليل (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ضلالات وخرافات.