وألصق ، والمؤمن الحق لا يزعجه الافتراء الكاذب ما دام على ثقة من عدل الله وعلمه ، وهل من درس أبلغ وأنفع من قول الرسول الأعظم (ص) : «ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي».
٧٨ ـ (قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ...) بعد إلزامهم بأن العدل عندهم يقضي باسترقاق أخيهم التجأوا إلى الرجاء أن يرحم ويصفح أو يأخذ الفداء والبدل.
٧٩ ـ (قالَ مَعاذَ اللهِ) نعوذ به ونلوذ (أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ) فهو وحده المطلوب دون سواه.
٨٠ ـ (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) بعد اليأس من تنازل العزيز عن بنيامين ، انفرد أولاد يعقوب عن الناس وتناجوا فيما بينهم : ما ذا يصنعون؟ وأي شيء يقولون لأبيهم (قالَ كَبِيرُهُمْ ...) سنا : قد استحلفكم أبوكم أن تردوا عليه بنيامين ، فما ذا تقولون له بعد أن فجعتموه بيوسف من قبل ، فهو لا يصدقكم ، وإن نطقتم بالصدق.
٨١ ـ (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ) واخبروه بما حدث (وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ) ما توقعنا أن يحدث ما حدث حين أعطيناك العهود والمواثيق.
٨٢ ـ (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) اسأل أهل مصر فكلهم سمعوا حديث السرقة (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) وأيضا اسأل القافلة التي جئنا معها ، قالوا هذا وأكثر من هذا لأبيهم ، فقال لهم عين ما قال حين جاءوا على قميص يوسف بدم كذب :
٨٣ ـ (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) وهل من وسيلة في هذا الموقف وأمثاله إلا الصبر
___________________________________
الإعراب : (أَباً) اسم ان وشيخا كبيرا صفة ، و (لَهُ) خبر ان. و (مَكانَهُ) ظرف منصوب بخذ. و (مَعاذَ اللهِ) منصوب على المصدرية ، والمصدر من ان نأخذ مجرور بمن محذوفه ، والمصدر المجرور متعلق بمعاذ الله. و (إِذاً) فيها معنى الجزاء اي ان أخذنا غيره فنحن ظالمون. ومن قبل متعلق بفرطتم وما في (ما فَرَّطْتُمْ) زائدة اعرابا. ويأذن مضارع منصوب بأن بعد حتى. أو يحكم عطف على يأذن. (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) أي أهل القرية ، فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه. والعير أي واسأل أهل العير. و (فَصَبْرٌ) خبر لمبتدأ محذوف ، و (جَمِيلٌ) صفة لصبر أي فأمري صبر جميل. و (عَسَى اللهُ) لفظ الجلالة فاعل عسى ، والمصدر من ان يأتي مجرور بالباء المحذوفة أي عسى الله بأن يأتي ، قال ابن الناظم في «شرح الالفية» : «والحق ان أفعال المقاربة ملحقة بكان إذا لم يقترن الفعل بعدها بأن ، أما إذا اقترن بها فلا». وجميع حال.