لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ليس الغرض من نزول القرآن مجرد الحفظ والتلاوة ، بل التدبر والعمل.
١٨٨ ـ (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) لا يحل لأحد أن يتصرّف في مال غيره إلا بسبب مشروع (وَتُدْلُوا بِها) تدفعوها (إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً) مبلغا (مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ) كشهادة الزور والرشوة (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنكم تأكلون الباطل.
١٨٩ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) لما ذا تنقص وتزيد؟ (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) إن الحكمة من ذلك تعود إلى مصالح الناس في أمورهم الدنيوية كالديون والإيجارات وأمورهم الدينية كالحج والصوم (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) كان الجاهلي إذا أحرم ناسكا لا يدخل بيته من بابه ، بل ينقب في ظهر البيت ، ويدخل من النقب ويخرج ، فنهى سبحانه عن ذلك وقال : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى) الله في التخلي عن المعاصي والرذائل (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) حسب الأصل والعادة المألوفة (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ظافرين بفرحة الثواب.
١٩٠ ـ (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أي من أجل المبدأ والعقيدة الحقة والوطن والحرية (الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) معتدين على دينكم وحريتكم ووطنكم (وَلا تَعْتَدُوا) على من لا يعتدي عليكم (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) بل يكرههم ويلعنهم بعذاب أليم.
١٩١ ـ (وَاقْتُلُوهُمْ) المعتدين (حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) أينما وجدتموهم (وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) أي أخرجوهم من مكة كما أخرجوكم منها ، وفعل ذلك رسول الله (ص) يوم فتح مكة بمن لم يسلم منهم. (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) المراد بالفتنة هنا : الإصرار على الشر والإلحاد والعدوان على العباد (وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) لا تبدأوهم إذا دخلوه (حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ) والبادئ أظلم (فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) لأنهم انتهكوا حرمة المسجد الحرام (كَذلِكَ) القتل (جَزاءُ الْكافِرِينَ) المعتدين.
١٩٢ ـ (فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بمن تاب وآمن وعمل صالحا.
____________________________________
الإعراب : (لِلنَّاسِ) متعلق بمحذوف صفة للمواقيت ، والباء في بأن تأتوا زائدة ، لأنها وقعت بعد النفي ، والمصدر المنسبك في موضع نصب خبر ليس. (يُقاتِلُوكُمْ) منصوب بأن بعد حتى ، والمصدر المنسبك مجرور بحتى متعلق بيقاتلوكم ، ومثله حتى لا تكون فتنة.