١٩٣ ـ (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) أي حتى تمحى عبادة الأصنام من الجزيرة العربية (وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) لا للشرك والأصنام (فَإِنِ انْتَهَوْا) عن الشرك وعبادة الأصنام (فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) الذين يعتدون يصرّون على العدوان.
١٩٤ ـ (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ) أي لا قتال في الشهر الحرام ابتداء ، أما من أعلن الحرب وقاتل فيه فإنه يحارب ويقاتل ردعا ودفاعا (وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) من ينتهك حرمات الله في الشهر الحرام يسوغ أن يؤدّب ويقتصّ منه في الشهر المحرم والأشهر الحرم أربعة : ذو القعدة ، وذو الحجّة ومحرم ورجب (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) بلا زيادة أو نقصان (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) في حال كونكم منتصرين ولا تتجاوزوا إلى ما لا يحل.
١٩٥ ـ (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) من أموالكم في الجهاد والبر والإحسان (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) بترك الجهاد وإمساك المال عن المجاهدين والبر والإحسان (وَأَحْسِنُوا) في الجهاد وبذل المال مقتصدين لا مبذرين ولا مقترين (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) المعتدلين في كل الأمور.
١٩٦ ـ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) بشروطهما وأركانهما لوجه الله تعالى (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) فإن طرأ طارئ ، وأنتم محرمون لحج أو عمرة ، وتعذر عليكم المضي حتى النهاية (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) أي اذبحوا بعيرا أو بقرة أو شاة (وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ) الخطاب للمحصورين الذين منعوا من إتمام الحجّ أو العمرة ، وعليهم أن لا يحلوا من إحرامهم (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) أي حتى يعلموا أن الهدي الذي بعثوه قد بلغ المكان الذي يجب فيه الذبح (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ) ثلاثة أيام (أَوْ صَدَقَةٍ) إطعام ستة مساكين (أَوْ نُسُكٍ) التضحية بشاة ـ على الأقل ـ (فَإِذا أَمِنْتُمْ) لم يمنعكم مانع من إكمال الحج (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) أي من أتى بالعمرة ، ثم حجّ بعدها في نفس السنة (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) فعليه أن يضحّي بما تيسّر ، وهذا النوع من الحج هو المعروف بحج التمتع (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) الهدي (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ) ولا يشترط فيها الإقامة (وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) إلى وطنكم (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) توكيد على صيامها وإتمامها (ذلِكَ) هذا الحكم
____________________________________
الإعراب : (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ). الأشهر الحرم أربعة : ثلاثة منها متتابعة ، وهي ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وشهر واحد فرد ، وهو رجب ، وانما سميت هذه الأشهر حرما ، لتحريم القتال فيها في الجاهلية والإسلام ، فلقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ، ولا يتعرض له بسوء.