٣٩ ـ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) وهو يوم القيامة ، وانتصب على المفعول به لا على الظرفية ، لأن التخويف منه لا فيه ، وسمي بذلك لأن المجرم يقول غدا : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ـ ٥٦ الزمر (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) الآن ، وعليهم أن يستيقظوا منها بالتوبة والإنابة (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي لا يستيقظون من غفلتهم.
٤٠ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) ابتدع سبحانه الخلق من العدم المحض ، ثم يفنيه ويبقى وحده ، ثم يعيده إليه بلا حرية ولا قدرة وإرادة.
٤١ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) اقرأ يا محمد القرآن الذي ذكرنا فيه إبراهيم الخليل ، واتل ذكره على قومك الذين يزعمون أنهم على ملّته ، كلا إنهم يعبدون الاصنام وإبراهيم يبرأ منها (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) صادقا في عقيدته ومقاصده وفي أقواله وأفعاله ، وفوق ذلك اختاره الله لنبوته ورسالته.
٤٢ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ ...) تقدم في الآية ٧٤ من الأنعام.
٤٣ ـ ٤٥ ـ (يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ) أتستصغر سنّي بالقياس إلى سنّك ـ إني أعلم من الله ما لم تعلم (فَاتَّبِعْنِي) أقودك إلى سبيل الخير والهداية.
٤٦ ـ (قالَ) أبوه الحقيقي أو المجازي على الخلاف كما سبقت الإشارة (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ) بعد كل الحجج البيّنة والمحاولات الجادة كي يترك عبادة الأصنام ، ويفاجئه بهذا الجواب : كأنك لا تريد أن تعبد الأصنام! (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) عن التوحيد والدعوة إليه (لَأَرْجُمَنَّكَ) بالحجارة (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) أبدا أو طويلا.
٤٧ ـ (قالَ) إبراهيم مجيبا عن التهديد والوعيد : (سَلامٌ عَلَيْكَ) افعل ما شئت ، أما أنا فلا ينالك مني مكروه ولا أذى (سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي) أسأل الله فيك أن
___________________________________
الإعراب : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) اللفظ لفظ الأمر ، والمعنى الخبر مع التعجب ، والباء زائدة والضمير في محل رفع فاعلا لأسمع ، ومثله أحسن يزيد أي حسن زيد ، أو ما أحسنه. و (إِذْ قُضِيَ إِذْ) بدل من يوم الحسرة. (إِذْ قالَ إِذْ) ظرف متعلق بصديق. (أَبَتِ) أصلها أبي فحذفت ياء المتكلم وعوض عنها بالتاء المكسورة ولا يقال ذلك إلا في النداء ، فلا يجوز قال ابتي ، وقالت امتي ـ كما في مجمع البيان ـ وشيئا مفعول مطلق. وراغب مبتدأ وأنت فاعل ساد مسد الخبر مثل أقائم زيد. و (مَلِيًّا) ظرف منصوب باهجرني والمصدر من ان لا اكون فاعل عسى ، وهي هنا تامة. وكلّا مفعول مقدم لجعلنا.