ويرعد ويتوعد ويهدد السحرة بقوله : (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ ...) ولكنهم لم يكترثوا بفرعون وسلطانه وتنكيله وطغيانه.
٥٠ ـ ٥١ ـ (قالُوا لا ضَيْرَ) ألسنا على الحق ، إذن لا نبالي بالموت ... وهكذا شهداء العقيدة لا يبالون بسيف الجلاد ، بل يشتدون صلابة في صمودهم وإخلاصهم ، ورسوخا في دينهم وإيمانهم ، أما الذين ينهارون ويستسلمون باللمحة والنظرة ، بل وبمجرد الوهم ، فما هم من الدين والإيمان في شيء ، وإن انتحلوه وانتسبوا إليه ... أللهم ما أحكمك ، وأحلمك ، وأمهلك على من يعيش بالرياء والنفاق.
٥٢ ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أمر سبحانه موسى أن يخرج ليلا مع بني إسرائيل وأخبره أن فرعون وجنوده لاحقون بهم ، فامتثل موسى ما أمر به.
٥٣ ـ (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) لما علم فرعون بخروج موسى وبني إسرائيل حشد لهم لكي يرغمهم على الرجوع إلى سلطانه ، وقال فيما قال :
٥٤ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) وظريف جدا ما قاله هنا بعض المفسرين : كان مع موسى ستمائة وسبعون ألفا ، وكان جيش فرعون ألف ألف ملك أي قائد مع كل ملك ألف ومعنى هذا أن جيش فرعون كان ألف مليون ، وكلهم غرقوا في البحر! ٥٥ ـ (وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) يخلقون لنا المزعجات والمشكلات.
٥٦ ـ (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) مستعدون لاستئصالهم وإبادتهم ٥٧ ـ (فَأَخْرَجْناهُمْ) من جنات وعيون.
٥٨ ـ (وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) خرج فرعون وجنوده للانتقام من موسى ومن معه ، فانتقم الله منهم ، ودارت عليهم دائرة السوء! فرعون الذي قال بالأمس : (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) ـ ٥١ الزخرف» فرعون الذي طغى وبغى وقال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) ـ ٢٤ النازعات» أخذه الله في لحظة بنكال الغرق في الدنيا وعذاب الحريق في الآخرة ... فهل يتعظ الجبابرة الطغاة والمتعالون العتاة؟ وعلى كل عاقل أن ينتفع بهذا الدرس ، وأن لا يدخل في شيء حتى يهيء الخروج منه. دخل فرعون البحر ليقتل موسى فغرق فيه.
٥٩ ـ (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) وظاهر الكلام وسياقه يدل أن الله سبحانه أورث بني إسرائيل ديار فرعون وقومه ، ومهما يكن فإن محل الشاهد أن الظلم لا يدوم ، وأن الأشياء تتغير شئنا أم أبينا.
٦٠ ـ (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) أدرك فرعون بني إسرائيل عند شروق الشمس.
٦١ ـ ٦٢ ـ (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) جمع موسى
___________________________________
الإعراب : (حاذِرُونَ) صفة لجميع. و (مُشْرِقِينَ) حال من واو اتبعوهم. و (كَلَّا) حرف ردع وزجر.