وجمع فرعون ؛ عند ذلك (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) لحق العدو بنا ولا طاقة لنا به (قالَ) موسى لأصحابه : (كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) وعدني ربي وهو لا يخلف الميعاد.
٦٣ ـ (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) فضربه بها (فَانْفَلَقَ) انشق (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) انشق البحر اثني عشر طريقا ، وقام الماء بين طريق وطريق كالجبل المرتفع ، وتجاوز موسى وقومه إلى الشاطئ الثاني. وتجدر الإشارة أن القوانين الطبيعية يمكن نقضها عقلا باتفاق علماء الطبيعة ـ مثلا ـ قانون الطبيعة يستدعي أن تحترق هذه الورقة إذا ألقيت في النار ، ومع ذلك لا مانع في حكم العقل أن تكون في النار ولا تحترق.
٦٤ ـ (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) قربنا فرعون وقومه من البحر لنغرقهم فيه.
٦٥ ـ (وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ) وما هلك منهم واحد.
٦٦ ـ ٦٨ ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) فرعون وقومه وما سلم منهم واحد.
٦٩ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ) الخطاب لرسول الله (ص) وضمير عليهم يعود لقريش الذين زعموا أنهم من نسل إبراهيم وعلى دينه.
٧٠ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) كان لسقراط منهج خاص في الجدال والحوار ، كان يتظاهر بالجهل والتسليم بأقوال الخصم ، ثم يلقي عليه سؤالا بهدف أن يعرفه بجهله وأخطائه ، فإذا أجاب وجّه إليه سؤالا آخر لازما لنفس الجواب ... وهكذا حتى يوقعه في التناقض ، ويحمله على الإقرار بالجهل ، وسؤال إبراهيم (ع) لأبيه وقومه من هذا الباب.
٧١ ـ (قالُوا نَعْبُدُ ...) هذه الأصنام التي ترى.
٧٢ ـ ٧٧ ـ (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) من شأن المعبود أن يرى ويسمع ، ويضر وينفع ، وهذه الأصنام صم بكم! فكيف ترجون منها الخير؟ قالوا : نحن نحيا ونموت على دين الآباء والأجداد.
فقال لهم إبراهيم : أنتم وآلهتكم وآباؤكم وأجدادكم (عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) لا أؤمن بسواه ولا أخاف غيره
___________________________________
الإعراب : كلمة عدو تطلق على الواحد والاثنين والجماعة ، ومثلها كلمة الصديق. و (رَبَّ الْعالَمِينَ) مستثنى منقطع.