٧٨ ـ (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) وهبني عقلا أهتدي به ، فلا أقلّد أبا وجدا.
٧٩ ـ (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) بتيسير الأسباب لي ولجميع خلقه.
٨٠ ـ (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) بما خلق من الدواء قال رسول الله (ص) : «لكل داء دواء ، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله».
٨١ ـ (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) لا أحد يقدر على ذلك سواه ٨٢ ـ (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) وإبراهيم معصوم عن الخطأ والخطيئة ، ومن عصمته أن يعظم خوفه من الله ، هذا إلى أنه لا نجاة من عذاب الله إلا لمن خاف من عذابه.
٨٣ ـ (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) علما بالأحكام (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) عملا وثوابا.
٨٤ ـ (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) جميل الأحدوثة إلى يوم الدين.
٨٥ ـ (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) إبراهيم هو خليل الرّحمن ، وملّته هي الدين الحنيف بنص القرآن الكريم ومن خرج عنها فهو من الكافرين ، ومع هذا يخضع ويتضرع ويتذلل ويتوسل أن يمن عليه سبحانه بالجنة ، وأن يغفر له خطيئته كما في الآية ٨٢ و ٨٧ من هذه السورة. تذكرت وأنا أفسّر هذه الآية جملة كتبها قائلها على جلد كتابه ، وهذا نصها : «وإيماني جعلني سعيدا في الدارين معا ، وبقراءتك لهذا الكتاب يمكنك أن تصبح سعيدا مثلي من غير ارتياب»! ولا أدري : ما هو الدليل والمصدر على أن قراءة الكتاب المشار إليه تدخل قارئه الجنة علما بأن تلاوة القرآن الكريم لا تكفي وحدها لدخول الجنّة ، والهدف من هذه الإشارة التحذير من زلة القدم بعد ثبوتها.
٨٦ ـ (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) ويبتني هذا الاستغفار على وعد منه لإبراهيم (ع) بأن يؤمن بالتوحيد كما جاء في الآية ١١٤ من التوبة ٨٧ ـ (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) هذا هو منطق المعصومين والمنزهين عن العجب والغرور.
٨٨ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) أبدا لا أحد ينجو من غضب الله وعذابه غدا.
٨٩ ـ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) لا دين ولا إيمان ولا أخلاق بل ولا إنسانية إلا بسلامة القلب من الحقد والحسد والنفاق وكل دنية ورذيلة ، وتقدم الكلام حول إبراهيم (ع) في سورة البقرة والانعام والتوبة وإبراهيم والحجر ومريم والأنبياء ٩٠ ـ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) دنت وقربت من الذين يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم.
٩١ ـ (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) استعدت لاستقبال كل طاغ وباغ ، وكل حسود حقود ، ومشرك عنود.
٩٢ ـ ٩٣ ـ (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) ومنه تقبضون وله تهتفون وتصفقون؟
٩٤ ـ ٩٥ ـ (فَكُبْكِبُوا) تكرار لكب ، ومعناه الطرح والإلقاء (هُمْ) أي آلهتهم (وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) هووا بالكامل في جهنم بعضهم فوق بعض.