٩٦ ـ ٩٩ ـ (قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) يقول الغاوون غدا لآلهتهم وشياطينهم : كان دليلنا العمى حين عبدناكم ، وجعلناكم سواء مع رب العالمين ، وما صدنا عن الحق إلا الطغاة المجرمون أرباب المصالح والمنافع.
١٠٠ ـ (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) كلا ، إلا العمل الصالح ١٠١ ـ (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) أبدا ، إلا القلب السليم.
١٠٢ ـ (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) رجعة. هيهات قد فات ما فات.
١٠٣ ـ ١٠٤ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) لمن أبصر وفكر في العاقبة والنهاية.
١٠٥ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) المرسل إليهم واحد وهو نوح ، ولكن من كذب رسولا واحدا لله فقد كذب جميع رسله لأن الرسالة واحدة من واحد.
١٠٦ ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) غضب الله وعذابه؟
١٠٧ ـ ١٠٨ ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) كان معروفا بين قومه بالصدق والأمانة كسائر الأنبياء دون استثناء.
١٠٩ ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) كل رسول أجره على المرسل لا على المرسل إليه.
١١٠ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ.) كرر الأمر بالتقوى لا لأنها الأصل وكفى ، بل لأن طبيعة الدعوة تقتضي التكرار.
١١١ ـ (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) ولما ذا؟ أرذلون؟ لأنهم يظلمون ولا يظلمون ، ولأنهم يأكلون من كد اليمين ولا ينهبون ... وكان أرسطو واستاذه أفلاطون على ملة قوم نوح ومنطقهم حيث أكدا على نظام الرق ، وقالا : ان العمل اليدوي لا يليق بالأحرار ، وإنما ينبغي أن ينصرف هؤلاء إلى التأمل العقلي الصرف! وما أبعد هذه الفلسفة الذاتية الأنانية عن الإسلام ونبيه الذي قال : «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من عمل يده ... ان الله يحب المؤمن المحترف» وصافح النبي يدا خشنة من أثر المسحاة فقال : هذه يد محرمة على النار ، هذه يد يحبها الله ورسوله.
١١٢ ـ (قالَ) نوح للمترفين الذين عيّروه بالأرذلين (وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ما عليّ سوى العمل بالظاهر ولست مسؤولا عن فحص القلوب والسرائر.
١١٣ ـ (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي) فهو وحده يعلم السر وأخفى ، وعليه يحاسب ، فيثيب أو يعاقب.
___________________________________
الإعراب : (إِنْ كُنَّا) ان مخففة من الثقيلة واللام في (لَفِي ضَلالٍ) اللام الفارقة. و (إِذْ) ظرف متعلق بمبين. فنكون منصوبة بأن مضمرة لوقوعها بعد لو المتضمنة معنى التمني ، والمصدر المنسك عطف على كرة. (نُوحٍ) بدل من (أَخُوهُمْ). و (إِنْ أَجْرِيَ) ان نافية ، ومثلها (إِنْ حِسابُهُمْ) ، وان انا. وما علمى