١١٤ ـ ١١٥ ـ (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) لأن هذا ليس من شيمتي ولا هو من وظيفتي ، وما عليّ إلا البلاغ.
١١٦ ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) عجزوا عن دحض الحجة بالحجة ، فلجئوا إلى عرض العضلات.
١١٧ ـ ١٢٢ ـ (قالَ) نوح : (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ ...) فاحكم بيني وبينهم ، وأيضا عجز نوح ردع القوة بالقوة ، فاستعان بخالقه ، فاستجاب له ، ونجاه وأهله ، وأغرق القوم الظالمين أجمعين ، وهنا تبرز شخصية محمد (ص) التي تنعكس منها الفضائل عمليا بكاملها ، تألب عليه قومه ، وأذاقوه ألوانا من الأذى ، نعتوه بالكذب والجنون وقاطعوه وحاصروه وشردوه ، ثم جمعوا الجيوش لحربه مرات فلم يدع عليهم بل دعا لهم وقال : أللهم اهد قومي إنهم لا يعلمون ، وتقدم الحديث حول نوح وقومه في سورة الأعراف وهود وغيرهما.
١٢٣ ـ ١٢٧ ـ (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) ... (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) قبل لحظة ذكرت هذه الآيات الخمس بالكامل وبالنص الحرفي بلا تقليم وتطعيم أو تغيير إلا في الاسم ، هناك قوم نوح ، وهنا عاد وهود ، والسر أن رسالة الأنبياء واحدة والمرسل واحد.
١٢٨ ـ (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) الريع : المكان المرتفع ، ومعنى الآية هنا : البناء ، وكل بناء لسد الحاجة فهو من صميم الدين ، أما البناء للتضاهي والتباهي فهو من وحي الشيطان. وبالمناسبة نشير أن أعلى بناية اليوم على وجه الأرض هي ناطحة سحاب شيكاغو الجديدة ، وتعرف باسم برج سيرزروبك ، وتبلغ من الارتفاع نحو ٥٥٠ مترا.
١٢٩ ـ (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) والمصانع التي تنتج الغذاء والكساء والدواء والتركتورات والسيارات والطائرات وسائر الأدوات التي تسهل الحياة الاجتماعية ـ هي تماما كالمساجد والمعابد ، أما مصانع الأسلحة الحديثة المدمرة فجريمتها تفوق الجرائم مجتمعة ، ولا حد لأسوائها وأدوائها ، لأنها تنتج الموت والفناء بالجملة ومصدر البؤس والفساد والشقاء في شرق الأرض وغربها.
١٣٠ ـ (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) متعاظمين متسلطين بسلطان السوء والبغي ، ونزلت هذه الآية حيث كان البطش باليد ، وأقصاه بالسيف والرمح ، فكيف لو نزلت اليوم والأسلحة الجهنمية النووية تدمر الأرض ومن عليها في ساعة أو بعض ساعة؟
___________________________________
الإعراب : و (بِطارِدِ) الباء زائدة إعرابا وطارد خبر أنا. (إِنْ أَنَا) ان نافية.