١٤ ـ (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) كذبا ونفاقا (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) وهم رؤساؤهم من أعداء الإسلام والمسلمين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) على الكفر والكره لمحمد (ص) (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) بالإسلام والمسلمين.
١٥ ـ (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) ومعنى استهزائه تعالى الإذلال في الدنيا والعذاب في الآخرة (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ) يدعهم وشأنهم يتمادون في الغيّ والضلال (يَعْمَهُونَ) العمه في البصيرة ، والعمى في القلب.
١٦ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) أحبوا الباطل وآثروه على دين الحقّ (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) لأن المطلوب في التجارة الربح مع سلامة رأس المال ، والمنافقون أضاعوهما معا ، لأن الهدى عند الله سبحانه هو رأس المال ، وقد ذهب أو بعد عن المنافقين ، وتبعه الربح حيث لا بقاء لفرع بلا أصل.
١٧ ـ (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي) المراد بذلك هنا الجنس الشامل للجماعة تماما كقوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) ـ ٦٩ التوبة» أي الذين خاضوا (اسْتَوْقَدَ ناراً) أشعلها (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) امتد ضوؤها إلى الأشياء التي حول من أوقدها (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) خمدت النار ولا نور يستضيئون به (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) بقوا متحيّرين متحسرين حيث لا يدرون أين يذهبون؟ وما ذا يفعلون ..؟
١٨ ـ (صُمٌ) لا يسمعون (بُكْمٌ) لا ينطقون (عُمْيٌ) لا يبصرون على سلامة الآذان والألسن والأبصار ، ولكنهم لما رفضوا الاستماع للحق والنطق به والنظر إليه ، أصبحوا كمن فقد هذه الحواس من الأساس (فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) إلى الرشد ، ولا ينتهون عن البغي بعد أن أصبحوا كالصم البكم العمي.
١٩ ـ (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) هذا تمثيل آخر لحال المنافقين ، والصيّب مطر ينزل من السماء (فِيهِ ظُلُماتٌ) دامسة (وَرَعْدٌ) قاصف (وَبَرْقٌ) خاطف (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ) يقال : صعقته الصاعقة فصعق أي فمات ، والمنافقون دائما في قلق وخوف من كشف حقيقتهم ولا ملجأ لهم تماما كمن أتته الصاعقة فاتقاها بسد أذنيه (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) كلنا نتقلّب في قبضته جلّت عظمته ، ولا مفرّ منه إلا إليه.
٢٠ ـ (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) كناية عن شدة الهول (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) خطوة أو خطوتين (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) إذا خفي البرق وقفوا حائرين (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) لو أراد سبحانه لزاد في قصف الرعد فأصمّهم وفي برق البرق فأعماهم (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) واضح بلا تفسير.