٥٥ ـ ٥٦ ـ (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) وهي الإبل المصابة بداء العطش ، تشرب ولا ترتوي (هذا نُزُلُهُمْ) المعد لضيافتهم طعاما وشرابا ، إضافة إلى سرابيل القطران ومقطعات النيران.
٥٧ ـ (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ) أنتم تسلمون وتقرون بأن الله هو الذي خلقكم ، ولكن تنكرون قدرته على إحيائكم بعد الموت وتقولون : أئذا متنا أئنا لمبعوثون. وهذا عين التناقض ، حيث جمعتم بين الإقرار بقدرة الله على الخلق والإيجاد والإنكار لها في آن احد ، فإما أن تقروا بالخلق والبعث معا ، وإما أن تنكروهما معا ، وإقراركم بالخلق دون البعث معناه أن الشيء غير ذاته وهذا هو الهذيان بالذات.
٥٨ ـ ٥٩ ـ (أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) إن الذي خلق من النطفة بشرا سويا بعقله وشكله ، قادر على إعادته إلى الحياة بعد الموت.
٦٠ ـ (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) إن مالك الموت ومقدر الآجال هو مالك الحياة ابتداء وإعادة (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) لسنا بعاجزين ولا مغلوبين.
٦١ ـ (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) على إهلاككم وإبدالكم بقوم آخرين (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) إنه تعالى قادر على بعثكم بعد الموت ، في صورة لا عهد لكم بمثلها إطلاقا.
٦٢ ـ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) رأيتم الكون بالحس والعيان ، فاستدلوا به على إمكان البعث ، وببلاغة الإمام عليّ (ع) : عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
٦٣ ـ ٦٤ ـ (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) أنتم تثيرون الأرض ، وتغرسون فيها وتبذرون ، ما في ذلك ريب ، ولكن من الذي أوجدكم والأرض والغرس والبذر والماء والشمس والهواء؟ فالذي قدر على إيجاد ذلك قادر على إحياء الموتى وبعثهم ٦٥ ـ (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) لو أراد سبحانه لجعل الزرع هشيما لا ينتفع به (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) تعجبون ، وتقولون ٦٦ ـ (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) كدحنا وخسرنا وصار الغنم الذي كنا نأمل ثقلا ومغرما.
٦٧ ـ (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) من الخير والرزق.
٦٨ ـ ٧٠ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي ...) المزن : السحاب يحمل الماء الذي لا حياة إلا به ، ولو شاء سبحانه لجعله شديد الملوحة أو منعه من الأساس ، وعندئذ لا يبقى على ظهرها من دابة ، فهلا شكرتم الله على هذه النعمة ، واعترفتم بقدرته على المعاد؟.
٧١ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) تشعلونها من الزناد وغيره ، ونعمة النار كنعمة الماء ، ولو لاها لبقي الإنسان كوحش الغاب إلى يومه الأخير.
٧٢ ـ (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها) أيها المنكرون البعث وعقابه وثوابه وعلى زعمكم فلا معنى لحياتكم ، ولا هدف وراءها إلا شهوة البطن والجنس.