يعنى بالإصر الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا ؛ فأجابه الله الى ذلك فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمتك الاصار التي كانت على الأمم السابقة : كنت لا اقبل صلوتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة ؛ اخترتها لهم وان بعدت ، وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا ، فهذه من الاصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم (١) وقد جعلت الماء لأمتك طهورا ؛ فهذه من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك ـ الى ان قال ـ وكانت الأمم السالفة صلوتها مفروضة عليها في ظلم الليل وانصاف النهار وهي من الشدائد التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وفرضت عليهم صلوتهم في أطراف الليل والنهار وفي أوقات نشاطهم. والحديث طويل.
ورواه العلامة المجلسي (قده) في بحار الأنوار في باب احتجاجات أمير المؤمنين عليهالسلام.
ورواه أيضا المحدث النبيل السيد هاشم البحراني في تفسيره المسمى بالبرهان في ذيل قوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) الاية.
والحديث ضعيف بالإرسال وفيه بعض الغرائب سيما في الفقرات التي لم نذكرها يظهر لمن راجعها ولكن يصلح مؤيدا لما سبقه.
١٢ ـ ما رواه على بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن أبي أبي عمير عن هشام عن ابى عبد الله عليهالسلام في تفسير قوله تعالى (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا) إلخ : ان هذه الآية مشافهة الله لنبيه صلىاللهعليهوآله ليلة اسرى به الى السماء قال النبي صلىاللهعليهوآله لما انتهيت الى محل سدرة المنتهى ـ الى ان قال ـ فقلت (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) و
__________________
(١) الظاهر ان الضمير في قوله «قرضوها» راجع الى النجاسة يعنى قرضوا النجاسة وآثارها لا انهم كانوا يقرضون لحومهم ؛ وقرض عين النجاسة وآثارها عن أبدانهم لعله كان مثل حلق الشعر عنها ويشتمل على مشقة كثيرة وإلا فوجوب قرض اللحوم عليهم أمر بعيد جدا وما ورد في بعض الروايات من «ان بنى إسرائيل كانوا إذا أصابهم قطرة من بول قرضوا لحومهم بالمقاريض» لعله سهو من الراوي عند النقل بالمعنى ، والمقروض كان عين النجاسة وأثرها فتأمل.