وما سرقوا (١)
ولا يخفى ان نسبة التقية هنا الى يوسف عليهالسلام انما هو من جهة أمره أو رضاه بقول المؤذن الذي أذن بين اخوة يوسف فقال (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) وهم ما سرقوا شيئا ولو سرقوا انما سرقوا يوسف من قبل ، فهو نوع من التورية وقد صدرت تقية وإخفاء للحق لبعض المصالح التي أوجبت أخذ أخيه «بنيامين».
وغير خفي ان هذه التقية ليست من قسم ما يؤتى به خوفا على النفس ، بل قسم آخر يؤتى به لمصالح أخر ، وسيأتي الإشارة إلى انها لا تنحصر بما يؤتى به خوفا.
ثمَّ لا يخفى ان هذه التقية وأشباهها ليست في باب الاحكام وتبليغ الرسالة حتى يتوهم عدم جوازها في حق الأنبياء والمرسلين ، بل هو في غير باب التبليغ حفظا لبعض المصالح.
١٧ ـ ما رواه في العلل أيضا عن ابى بصير قال قال أبو عبد الله عليهالسلام التقية دين الله عزوجل ، قلت من دين الله؟ قال : فقال اى والله من دين الله لقد قال يوسف (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) والله ما كانوا سرقوا شيئا (٢)
والكلام فيه كما في سابقة
١٨ ـ ما رواه الكليني في الكافي عن ابى بصير أيضا قال : قال أبو ـ عبد الله عليهالسلام : التقية من دين الله. ثمَّ روى نحو الرواية السابقة ، ثمَّ زاد قوله :
__________________
(١) الحديث ١٧ من الباب ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.
(٢) الحديث ١٨ من الباب ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.