فأحبيّة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في الأكل مثبتة لأفضليته في الدين وتقدّمه على غيره من المقرّبين فكيف بالمردودين! فاستبصر ولا تكن من الغافلين.
فهذا التأويل لا ينفع السّاعين وراء إنكار فضائل الوصّي ، ودلائل إمامته بعد النبيّ صلوات الله عليهما.
قوله :
لأنّ الأكل مع الولد أو من هو في حكم الولد يوجب تضاعف لذّة الطعام.
أقول :
لا يخفى أنّ هذه الجملة غير واردة في كلام الكابلي الذي انتحل ( الدهلوي ) كلماته ، وإنّما هي زيادة منه أتى بها تماديا في الباطل وسعيا وراء إطفاء نور الله ... ولكنّه جهل ما يستلزمه ذلك ، وأنّ ذلك سيعرّضه إلى مزيد من النقد ، لأنّ أكل الولد أو من في حكمه مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما يوجب تضاعف لذّه الطّعام فيما إذا كان ذاك الولد أو من بحكمه أفضل من غيره لدى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإلاّ فمن الواضح جدّا أنّه لو كان هناك أفضل من هذا الآكل معه لم يكن أكل هذا المفضول أحبّ إليه من أكل الأفضل معه ، وقد أشرنا سابقا إلى أنّ ملاك الأحبيّة والأقربيّة إلى الله والرّسول هو الأفضليّة في الدين ، والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يراعي هذا الملاك في جميع جهات معاشرته مع أصحابه ، ولم تكن أفعاله وأقواله منبعثة عن الميول النفسانيّة.
ومن هنا كان ما رواه الحافظ ابن مردويه بسنده : « عن رافع مولى عائشة قال : كنت غلاما أخدمها ، فكنت إذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندها ذات يوم ، إذ جاء جاء فدقّ الباب ، فخرجت إليه ، فإذا جارية مع إناء مغطّى ،