رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرَماً ».
والطَّوْبُ : الآجُرُّ ، ومنه الْحَدِيثُ : « لَا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ تُرْبَةِ دَارٍ وَأَرْضٍ إِلَّا أَنْ يُقَوَّمَ الطَّوْبُ وَالْخَشَبَةُ قِيمَةً فَتُعْطَى رُبُعَهَا أَوْ ثُمُنَهَا » (١).
قوله : ( كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً ) [ ٢ / ١٦٨ ] الطَّيِّبُ يقال لمعان : الأول المستلذّ ، الثاني ما حلله الشارع ، الثالث ما كان طاهرا ، الرابع ما خلي عن الأذى في النفس والبدن. وهو حقيقة في الأول لتبادره إلى الذهن عند الإطلاق ، والخبيث يقابل الطَّيِّبَ بمعانيه. قوله : و ( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) [ ٥ / ٤ ] قال المفسر : يحتمل أن يكون « ما » وحدها اسما ، ويكون « ما » و « ذا » اسما مرفوعا بالابتداء » وأحل » خبر. والطَّيِّبُ : المستلذ. قوله : ( مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ) [ ٢ / ٢٦٧ ] أي مما كسبتم. قوله : ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ) [ ١٦ / ٩٧ ] قال المفسر : يعني في الدنيا ، وهو الظاهر لقوله ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ) الآية وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هِيَ الرِّزْقُ الْحَلَالُ.
وعَنِ الْحَسَنِ هِيَ الْقَنَاعَةُ.
وقِيلَ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ إِذْ لَا تَطِيبُ لِلْمُؤْمِنِ حَيَاةٌ إِلَّا فِي الْجَنَّةِ.
قوله : و ( الطَّيِّبُ مِنَ الْقَوْلِ ) [ ٢٢ / ٢٤ ] فسر بقول « لا إله إلا الله ». قوله : ( وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) [ ٢٤ / ٢٦ ] أي الطَّيِّبَاتُ من الكلام للطاهرين من الرجال ، والطَّيِّبَاتُ من الكلام أفضله وأحسنه. قوله : ( طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) [٣٩ / ٧٣ ] أي طِبْتُمْ للجنة ، لأن الذنوب والمعاصي مخابث في الناس ، فإذا أراد الله أن يدخلهم الجنة غفر لهم تلك الذنوب ففارقتهم تلك المخابث والأرجاس من الأعمال فَطَابُوا للجنة ، ومن هذا قول العرب « طَابَ لي هذا » أي فارقته المكاره وطَابَ له العيش : فارقته المكاره ،
__________________
(١) الكافي ج ٧ ص ١٢٨.