« جَعَلَ اللهُ الرَّوْحَ وَالرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا ».
ومنه الْحَدِيثُ « أَنَّ مِنْ رَوْحِ اللهِ ثَلَاثَةً : التَّهَجُّدَ بِاللَّيْلِ ، وَإِفْطَارَ الصَّائِمِ ، وَلِقَاءَ الْإِخْوَانِ ».
أي هذه الثلاثة من رحمة الله بالعبد وتفضله عليه ولطفه به وحسن توفيقه. والرَّيْحَانُ : كل نبت طيب الرَّائِحَةِ ، وعند العامة نبات مخصوص ، وأصله « رَيْوِحَانُ » بياء ساكنة ثم واو مفتوحة لكن أدغم ثم خفف ، بدليل رُوَيحِينٍ بالتصغير. ونقل في المصباح عن جماعة أنه من بنات الياء كشيطان بدليل جمعه على رَيَاحِينَ.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَيْحَانَتَانِ » (١).
يعني أشمهما وأقبلهما لأن الأولاد يشمون ويقبلون ، فكأنهم من جملة الرَّيَاحِينِ. والرَّاحُ : الخمر. و « الدهن الْمُرَوَّحُ » بفتح الواو المشددة أي المُطَيَّبُ. والْمِرْوَحَةُ بالكسر آلة يُتَرَوَّحُ بها ، يقال تَرَوَّحْتُ بِالْمِرْوَحَةِ ، كأنه من الطيب لأن الرِّيحَ تلين به وتطيب بعد أن لم تكن كذلك ، والجمع الْمَرَاوِحُ. وأَرَاحَ الرجل واسْتَرَاحَ : إذا رجعت نفسه إليه بعد الإعياء. ورَاحَ يَرِيحُ وأَرَاحَ يُرِيحُ : إذا وجد رَائِحَةَ الشيء. والْمُسْتَرَاحُ : المخرج. والْمُسْتَرَاحُ : موضع الرَّاحَةِ ، ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « لَوْ وَجَدْنَا أَوْعِيَةً أَوْ مُسْتَرَاحاً لَقُلْنَا ».
واسْتَرْوَحَ : وجد الراحة كَاسْتَرَاحَ.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَرِيضُ يَسْتَرِيحُ إِلَى كُلِّ مَا أُدْخِلَ بِهِ عَلَيْهِ ».
أي يجد الراحة ، ولعله أراد الهدية ، وفِيهِ « إِذَا دَخَلْتَ الْمَقَابِرَ فَطَأِ الْقُبُورَ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً اسْتَرْوَحَ إِلَى ذَلِكَ » أَيْ وَجَدَ الرَّاحَةَ وَاللَّذَّةَ « وَمَنْ كَانَ مُنَافِقاً وَجَدَ أَلَمَهُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « التَّلَقِّي رَوْحَةٌ ».
يعني تلقي الركبان روحة ، وهي دون أربع فراسخ فإذا صار إلى أربع فراسخ فجلب. وفِيهِ » الرَّوْحَةُ وَالْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ
__________________
(١) سفينة البحار ج ١ ص ٥٣٨.