اللهِ ».
فَالرَّوْحَةُ المرة من المجيء ، والغدوة المرة من الذهاب. و « الرَّوْحَاءُ » كحمراء بلد من عمل الفرع على نحو من أربعين ميلا من المدينة (١). ومنه « فج الرَّوْحَاءِ » و « صفائح الرَّوْحَاءِ » ، والنسبة إليه « رَوْحَاوِيٌ ». وفج الروحاء تقدم ذكره (٢). والملائكة الرُّوحَانِيُّونَ بضم الراء وفتحها ، كأنه نسبة إلى الرُّوحِ ، والرَّوْحُ وهو نسيم الرِّيحِ ، والألف والنون من زيادة النسب ، يريد أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر. ومنه الْحَدِيثُ « أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْعَقْلَ وَهُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ » (٣).
قال الجوهري : زعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة والجن « رُوحَانِيٌ » بضم الراء ، والجمع رُوحَانِيُّونَ ، وزعم أبو عبيدة أن العرب تقوله لكل شيء فيه رُوحٌ.
وَفِي الْخَبَرِ « أَرِحْنَا يَا بِلَالُ ».
أي أذن بالصلاة وأَرِحْ قلوبنا من انتظارها والالتفات نحوها ، وليس المراد الضجر من الصلاة. وقيل كان اشتغاله بها رَاحَةٌ له ، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا وكان يستريح بها لما فيها من مناجاة ربه ، ولذا
قَالَ : « وَقُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ».
وما أقرب الرَّاحَةَ من قرة العين ، ولأنها دَيْن وفي قضائه راحةٌ يشهد له
قَوْلُ لُقْمَانَ عليه السلام لِابْنِهِ إِذَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ « فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ صَلِّهَا وَاسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَيْنٌ ».
وَفِي حَدِيثِ إِبِلِ الزَّكَاةِ وَوَصِيَّةِ الْعَامِلِ فِيهَا » وَلَا يَعْدِلْ بِهِنَّ عَنْ نَبْتِ الْأَرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ فِي السَّاعَةِ الَّتِي
__________________
(١) في معجم البلدان ج٣ ص ٧٦ : على نحو من أربعين يوما ، وفي كتاب مسلم بن الحجّاج على ستّة وثلاثين يوما ، وفي كتاب ابن أبي شيبة على ثلاثين يوما ....
(٢) انظر هذا الجزء ص٣٢١.
(٣) الكافي ج ١ ص ٢١.