معتقلا رمحا ـ (١) ويؤيّده قراءة وأرجلكم بالرّفع ـ أي وأرجلكم مغسولة ـ وأمّا قراءة الجرّ فيه فبالمجاورة كقوله تعالى ( عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) (٢). بجرّ أليم وقراءة حمزة ( وَحُورٌ عِينٌ ) (٣) فإنّه ليس معطوفا على قوله ( وَلَحْمِ طَيْرٍ ) (٤) وما قبله وإلّا لكان تقديره يطوف عليهم ولدان مخلّدون بحور عين لكنّه غير مراد ، بل هم الطّائفون
__________________
(١) قال ابن هشام ( المغني الباب الخامس في حذف الفعل ) بعد ذكر البيت الأوّل وقيل لا حذف بل ضمن معنى انلتها وأعطيتها ، والزموا صحة نحو علفتها ماء باردا وتبنا فالتزموها محتجّين بقول طرفة : لها سبب ترعى به الماء والشّجر. وقد نسب الأزهري في التّصريح في باب المفعول معه هذا القول إلى الجرمي والمازني والمبرّد وابى عبيدة والأصمعي واليزيدى حيث أنكروا حذف الفعل في أمثال تلك الموارد ، وكذلك قالوا في قول الشاعر :
إذا ما الغانيات برزن يوما |
|
وزججن الحواجب والعيونا |
حيث لا معنى لتزجيج العين اى ترقيقها وتطويلها فالفعل محذوف وقدّروا : وكحلن العيونا.
قال الجرمي وموافقوه بانّ : زججن مؤوّل بحسن بتشديد السين ، كما ان علفتها مؤل بأنلتها ولم يحذف فعل. قال : واختلف في التضمين أهو قياسي أم سماعي؟ والأكثرون على انّه قياسىّ وضابطه أن يكون الأوّل والثّاني يجتمعان في معنى عام قاله المرادي في تلخيصه ولابن هشام مثال آخر للحذف في غير ما يطرد وهو قوله تعالى ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) ـ الحشر ٩ ـ لكن الفاضل الدّسوقى قال في حاشيته على المغني : ويجوز ان يكون من عطف المفردات على أن يكون التّجوز واقعا في الايمان على طريق الاستعارة وتقريرها ان تقول : شبه الايمان من حيث ان المؤمنين من الأنصار تمكنوا منه تمكن المالك في ملكه بمدينة من المدائن الحصينة وادّعى انّ المشبّه فرد من افراد المشبّه به وأستعير لفظ المشبّه به للمشبه في النفس وطوى ذكر المشبه به ورمز بذكر شيء من لوازمه وهو التّبوء على طريق الاستعارة بالكناية وإثبات التّبوء تخييل.
(٢) هود : ٢٦.
(٣) الواقعة : ٢٢.
(٤) الواقعة : ٢١.