٤ ـ استدلّ بقوله « وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ » على وجوب البسملة في أوّل الحمد والسورة وقيل المراد بها الدعاء بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ومنه قوله تعالى ( وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) (١) ويستدلّ بذلك على جواز الدعاء في جميع الحالات وفي الصلاة للدّين والدنيا له ولإخوانه المؤمنين ولشخص بعينه وليس ذلك بعيدا عن الصواب لعموم قوله تعالى ( وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ) (٢).
٥ ـ روى محمّد بن مسلم وحمران بن أعين عن الباقر والصادق عليهماالسلام أنّ التبتيل هنا رفع اليدين في الصلاة (٣) وفي رواية أبي بصير « قال هو رفع يديك إلى الله وتضرّعك إليه » (٤) ويمكن أن يكون ذلك علامة على الانقطاع إلى الله ، الّذي هو معنى التبتيل.
٦ ـ قيل المراد بقوله تعالى ( وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٥) هو صلاة اللّيل وقيل الاستغفار آخر الوتر وفي معنى ذلك (٦) قوله تعالى « كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٧).
والأولى حمله على الحقيقة وهو طلب المغفرة وخصّ الاستغفار بالسّحر الّذي هو آخر اللّيل لأنّ العبادة فيه أشقّ والنفس أصفى لعدم اشتغالها بتدبير
__________________
(١) الأعراف : ١٧٩.
(٢) المؤمن : ٦٠.
(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٩. وروى غير ذلك راجع أصول الكافي ج ٢ ص ٤٧٩.
(٤) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٩. وروى غير ذلك راجع أصول الكافي ج ٢ ص ٤٧٩.
(٥) الذاريات : ١٧.
(٦) يوهم كلامه ذلك ان الآية المذكورة « وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » غير ما ذكر مع قوله « كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ » مع أنه آية واحدة في الطور فقط. فاما أن يكون قوله « وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » الثاني زائدا كما جعلناه بين المقوفتين واما أن يكون مراده التطبيق بين قوله ( الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) ( آل عمران : ٧ ) مع ما في الطور بقرينة هجعة الليل فأثبت الآية سهوا.
(٧) الذاريات : ١٨.