نظر لأنّ الاشتمال فيه ممنوع والالتزاق لا يكفي فيه. وإنّما لم يعطفه لأنّه علّة للحكم وعلّة الشيء لا تعطف عليه. والفرق بين خان واختان أنّ اختان يدلّ على الفعل مع القصد إليه بخلاف خان مثل كسب واكتسب ومعنى اختيان النفس هو نقصها من حظّها من الخير وباقي الألفاظ ظاهرة وهنا فوائد :
١ ـ كان في مبدء الإسلام يباح للصائم الأكل والجماع ليلا ما لم ينم فإذا نام حرم ذلك إلى القابلة وقيل الجماع كان محرّما ليلا ونهارا وروي عن الصادق عليهالسلام « أنّ رجلا من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله يقال له مطعم بن جبير وكان شيخا ضعيفا وكان صائما فأبطأت امرأته عليه بالطعام فنام قبل أن يفطر فلمّا انتبه قال لأهله : قد حرم عليّ الأكل في هذه اللّيلة فلمّا أصبح حضر حفر الخندق فأغمي عليه فرآه رسول الله صلىاللهعليهوآله فرق له (١). وروي أنّ القصّة مع قيس بن صرمة كان يعمل في أرض له وهو صائم فلمّا أصبح لاقى جهدا فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢). وكان شبّان من المسلمين ينكحون ليلا لغلبة شهوتهم وروي أنّ عمر أراد أن يواقع امرأته ليلا فقالت إنّي نمت فظنّ أنّها تعتلّ عليه فلم يقبل ثمّ أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزلت الآية » (٣).
٢ ـ الحلّ هنا مقابل التحريم وليس للوجوب إجماعا وقيل للندب ولذلك
__________________
(١) رواه على بن إبراهيم في تفسيره ص ٥٦ ، وأخرجه الطبرسي في ج ٢ ص ٢٨٠ وفيه « مطعم بن جبير الذي كان رسول الله وكله بفم الشعب يوم احد » وروى مثله في رسالة المحكم والمتشابه ص ١٣ وأخرجهما الحر العاملي في الوسائل ب ٤٣ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ٤ و ٥ وفيه مطعم بن جبير أيضا وهو تصحيف بل هو خوات بن جبير أخو عبد الله بن جبير كما في نسخة الكافي ج ٤ ص ٩٨ والعياشي ج ١ ص ٨٣ وهكذا في نسخة التهذيب والفقيه فراجع وليس في الأصحاب من يسمى مطعم بن جبير اللهم الا ان يكون جبير بن مطعم.
(٢) صحيح البخاري ج ١ ص ٣٢٨.
(٣) هذا من تتمة الحديث المذكور قبلا راجع المصادر المذكورة ومثله في الدر المنثور ج ١ ص ١٩٧.