ج : إنّنا لم نقل أنّ أئمّة المذاهب الأربعة قالوا بالتحريف ، حتّى تريد منّا المصدر ، وإنّما قلنا : علماء المذاهب الأربعة نقلوا في كتبهم عدّة روايات تدلّ على التحريف ، منها :
١ ـ ( وقد سئلت عائشة عن اللحن الوارد في قوله تعالى : ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (١) ، وقوله عزّ من قائل : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٢) ، وقوله جلّ وعزّ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ ) (٣).
فقالت : هذا من عمل الكتّاب ، أخطأوا في الكتاب.
وقد ورد هذا الحديث بمعناه بإسناد صحيح على شرط الشيخين ) (٤).
٢ ـ عن أبي خلف مولى بني جمح أنّه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة ... ، قال : ( جئت أسألك عن آية في كتاب الله عزّ وجلّ ، كيف كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرؤها؟ قالت : أيّة آية؟ قال : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا ... ) (٥) ، أو : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أتَوا ... )؟ فقالت : أيّتهما أحبّ إليك؟ قال : قلت : والذي نفسي بيده لإحداهما أحبّ إليّ من الدنيا جميعاً ، أو الدنيا وما فيها ، قالت : أيّتهما؟ قلت : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أتَوا ... ) ، قالت : أشهد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان كذلك يقرؤها ، وكذلك أُنزلت ، ... ولكن الهجاء حرّف ) (٦).
٣ ـ عن ابن عباس في هذه الآية ( ... حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا ) (٧) قال : ( إنّما
____________
١ ـ طه : ٦١.
٢ ـ النساء : ١٦٢
٣ ـ المائدة : ٦٩.
٤ ـ الفرقان : ٤١.
٥ ـ آل عمران : ١٨٨.
٦ ـ مسند أحمد ٦ / ٩٥.
٧ ـ النور : ٢٧.