والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) (١).
العشرون : الإسرار بالدعاء :
فيستحبّ أن يدعو الإنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، قال تعالى : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) (٢).
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : ( دعوة العبد سِراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ) (٣).
الواحد والعشرون : التَرَيُّث بالدعاء :
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسّلاً ، وذلك لأنّ العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجّه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقّة ، كما أنّ العجلة قد تؤدّي إلى ارتباك في صورة الدعاء ، أو نسيان لبعض أجزائه.
الثاني والعشرون : عدم القنوط :
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطأ الإجابة فيترك الدعاء ، لأنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع ، الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلّما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.
فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء ، رحمة من الله عزّ وجلّ ما لم يستعجل ، فيقنط ويترك الدعاء ) ، قلتُ له : كيف يستعجل؟ قال عليهالسلام : ( يقول : قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة ) (٤).
____________
١ ـ الكافي ٢ / ٤٨٠.
٢ ـ الأعراف : ٥٥.
٣ ـ الكافي ٢ / ٤٧٦.
٤ ـ المصدر السابق ٢ / ٤٩٠.