بعد أن مدحه بقصيدته التي سمّيت بالبردة.
والكميت الأسدي الشاعر المعروف ، حين ألقى قصيدته عند الإمام الباقر عليهالسلام أعطاه الإمام مالاً ، فرفض الكميت أخذه وقال : ما مدحتكم للدنيا ، فإنّ جزائي أُريده من الله تعالى ، وطلب منه قميصه أن يعطيه تبرّكاً بهذا القميص الذي مسّ جسد الإمام عليهالسلام ، وفعلاً فقد أعطى الإمام قميصه (١).
ودعبل الخزاعي حين أنشد قصيدته عند الإمام الرضا عليهالسلام ، قدّم الإمام عليهالسلام له عطاءً جزيلاً فرفضه ، وطلب منه جبّته وقال : لتقيني من أهوال القبر يا بن رسول الله (٢).
وفعلاً أعطاه جبّته ، فلمّا وصل بغداد كانت له جارية قد شكت عينها ، وأصابها العمى ، فمسح بفاضل جبّة الإمام على عينها ، فزال ما بها من ألمٍ وعمى.
كلّ هذه شواهد على إقرار الأئمّة عليهمالسلام بما اعتقده شيعتهم.
مضافاً إلى ما كان عمر بن الخطّاب يتبرّك بالحجر الأسود ويقبّله (٣) ، مع أنّه حجر ، وضريح الإمام مشرّف بما حواه من جسد الإمام عليهالسلام ، كما أنّ غلاف القرآن منزلته تأتي ممّا يحويه من كلام الله تعالى.
والذي نريد قوله : أنّ اعتقاد الشيعة بشرف هذه الأضرحة ، واستحصال البركة بكلّ ما يمسّ هذه الأضرحة من خرقة خضراء أو غيرها ، ويتمّ الاعتقاد بأنّ الله تعالى لمنزلة هذا الإمام ، قد جعل سبب الشفاء والبركة لما يعتقده الإنسان بهذا الخرقة.
على أنّنا نودّ التنبيه إلى أنّ لفّ هذه الخرق ليس من الضروريّ أن تكون من ضرورات مذهبنا ، بل هي حالة اعتقادية يعتقدها الشيعة لحسن ظنّهم بالله ،
____________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٩.
٢ ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : ٣٥٩.
٣ ـ مسند أحمد ١ / ٥١ ، صحيح البخاريّ ٢ / ١٦٢ ، صحيح مسلم ٤ / ٦٦.