ملاحقة العدو له ، وطلب القضاء عليه ، ألم تقرأ في تاريخ الغيبة ما صنع المعتمد العباسي في جدّه وسعيه وإمعانه في التفتيش عن الإمام المهديّ عليهالسلام ، حتّى حبس الجواري برهة من السنين ، فذلك من وجه الحكمة فيما نعلم.
س ٤ : كيف سيعرف الإمام المهديّ الغائب عند خروجه بعد غيابه مئات السنين؟
ج ٤ : يُعرف عندما يؤذن له بالظهور بالآيات البيّنات الخارقة للعادات ، وسمّها بالمعجزات ، كالنداء من السماء باسمه عليهالسلام ، وصلاة النبيّ عيسى خلفه ، ونحو ذلك ، فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( يخرج المهديّ وعلى رأسه ملك ينادي : إنّ هذا المهديّ فاتبعوه ) (١).
وروي عن علي عليهالسلام قال : ( إذا نادى منادٍ من السماء : إنّ الحقّ في آل محمّد ، فعند ذلك يظهر المهديّ على أفواه الناس ، ويشربون حبّه ، ولا يكون لهم ذكر غيره ) (٢).
س ٥ : إذا كان الغياب لحكمة ما ، فلماذا لا تكون تلك الحكمة سبباً لأن يكون معدوماً؟ حتّى إذا حان وقته أوجده الله؟!
ج ٥ : السائل يحسب أنّ الحكمة في الخلق هي بافتراضنا ، وليست بأمر بارئ الخلائق ، فهو الذي يقضي بحكمه ويقدّر بحكمته ، فلا يقال : لماذا جعل الليل والنهار متعاقبين؟ ولم يجعل الزمان كلّه نهاراً أو كلّه ليلاً؟ وهذا ما نطق به القرآن مندّداً بمن لا يدرك وجه الحكمة ، ولا يسلّم لأمره تعالى في ذلك ، فقال : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ
____________
١ ـ مسند الشاميين ٢ / ٧٢ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٩٦ و ٢٩٩ و ٣٤٤ و ٣٨٥ و ٣٩٢.
٢ ـ كنز العمّال ١٤ / ٥٨٨.