ثمّ إنّه لابدّ من أجل قيام الإمام زين العابدين عليهالسلام من وجود العدد الكافي لذلك ، وتشخيص الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ وهو المعصوم ـ أنّ أنصاره من القلّة بحيث لا يستطيع القيام بهم ، وهذا يختلف تمام الاختلاف مع الإمام علي عليهالسلام ، الذي كانت مقاليد السلطة بيديه ، عندما حارب حروبه الثلاثة ، ولذلك فالإمام علي عليهالسلام لم يقم قبل خلافته ، وكان يعتذر أيضاً بقلّة الناصر.
ثمّ أنّ معنى حضور الحاضر ، من حضر لبيعته ، ولزوم البيعة لذمّة الإمام بحضوره ، والإمام بعبارته لم يعلّق الأمر على قيام الحجّة بوجود الناصر فقط ، بل أضاف ذلك إلى حضور الحاضر ، وهذا هو الفرق بين الإمامين عليهماالسلام.
س ٢١ : لماذا تناول السمّ من مات من الأئمّة مسموماً؟ وهو يعلم أنّه مسموم ، كالإمام الحسن ، وعلي بن موسى الرضا ، ألا يكون ذلك قتلاً للنفس؟!
ج ٢١ : إنّ الله تعالى قدّر عليهم ذلك ، وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ، فإن اختاروا ذلك كتبت لهم تلك المنازل ، وأعطيت لهم تلك الكرامات ، التي لا ينالها إلاّ من قتل في سبيله ، وهذا ليس مختصّاً بمن شرب السمّ ، بل حتّى من قتل بالسيف ، كالإمام علي عليهالسلام ، فقد كان يعلم قاتله ، والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه.
يعلّل إمامنا الرضا عليهالسلام عن ذلك بقوله : ( ذلك كان ، ولكنّه خير في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عزّ وجلّ ) (١) ، وهكذا كان الجواب منهم عليهمالسلام عن شأن حادثة الحسين عليهالسلام.
س ٢٢ : ما معنى وصف أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام للأئمّة بالقيام في قوله : ( وإنّما الأئمّة قوام الله على خلقه ) (٢) ، وقوله : ( اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة ) (٣)؟!
____________
١ ـ الكافي ١ / ٢٥٩.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٢.
٣ ـ المصدر السابق ١٨ / ٣٤٧.