اختلاف الأدوار عند الأئمّة عليهمالسلام ، ونحن الآن تبعاً لإمامنا المنتظر ، ننتظر اليوم الموعود للقيام والقضاء على الظلم ، وإقامة دولة الحقّ بعونه تعالى.
وتعليقاً على ما ذكرته : أثبت أوّلاً إمامة الهادي ثمّ ناقش في نجاحه ، وهذا كإثبات خلافة أبي بكر بالفتوحات التي حصلت في عصره!!
س ١٩ : كيف تجمعون بين وصفكم الإمام بالخوف ، وبين المعلوم ضرورة من وجوب اشتراط الشجاعة فيه؟ أم أنّكم تجوّزون الجبن في حقّه؟!
ج ١٩ : من المواصفات الثابتة للإمام عليهالسلام الشجاعة ، وإذا ورد أنّ الإمام يخاف ، فهو لا يخاف على نفسه حتّى يثبت له الجبن ، بل أنّه يخاف على الدين من الضياع والاندراس والاضمحلال ، وبهذا الخوف لا تنتفي الشجاعة عن الإمام ، بل الإمام في قمّة شجاعته ، لكن الموقف يحتمّ عليه عدم إعمال شجاعته ذلك أن تقول أنّه خائف على نفسه التي بذهابها يذهب الدين ، وإلاّ فما تفسير خوف موسى عليهالسلام بنصّ القرآن؟!
س ٢٠ : إذا كان الأئمّة يعلمون الغيب ، فلماذا خرج الإمام الحسين عليهالسلام إذا كان يعلم عدم الجدوى؟ بينما لم يخرج باقي الأئمّة ، خاصّة بعد وجود الناصر لبعضهم ، كزين العابدين عليهالسلام عندما عرضت عليه البيعة والإمامة فرفض ، وقبلها ابن عمّه الحسن بن الإمام الحسن ، مع أنّ وجود الناصر يقيم الحجّة ، حتّى ولو كان الناصر غير صادق في بيعته ، كما قال الإمام علي عليهالسلام : ( والله لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ... ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ) (١)؟!
ج ٢٠ : الإمام الحسين عليهالسلام لم يخرج من أجل الانتصار العسكريّ السريع ، بل كان يعلم بمقتله ومقتل أصحابه ، لكن هذا العمل ـ وهو الشهادة في سبيل الله ـ هو الانتصار الحقيقيّ الذي كان ينظر إليه الإمام ، بأنّه هو الذي يعيد الإسلام إلى المسار الصحيح ، بعد أن أراد بنو أُمية إعادة الأمر جاهلية.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٠٢.