المدينة وافت الناس ، فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك ) (١).
وبملاحظة تعريف الاجتهاد نجد أنّه لابدّ للمجتهد من الاحتياج لقول المعصوم ، الذي لا يقع فيه الخطأ ، حتّى لا يحصل الاجتهاد بالمعنى الثاني ، الذي هو في قبال الآيات والروايات.
س ١٧ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) ، فأين الثقل الثاني الآن؟ وما تفسير عدم مفارقته للقرآن في زمن الغيبة؟
ج ١٧ : إنّ حديث الثقلين يثبت ـ بوضوح ـ المرجعية العلميّة لأهل البيت النبويّ ، جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم ، ويلزم المسلمين بأن يتمسّكوا في الأُمور الدينية جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم ، ويلتمسوا رأيهم.
وإنّ غيبة الإمام لا تمنع الانتفاع به ، بل أنّ الكلّ ينتفع بوجوده ، كما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السحاب ، هذا ما ورد عنهم عليهمالسلام.
س ١٨ : تعتذر الإمامية لأئمّتهم في عدم القيام بالإمامة والخروج ، بالخوف وعدم وجود الناصر ، والعلم بعدم الجدوى.
وكيف استطاع بعض أئمّة أهل البيت عليهمالسلام القيام والخروج على الظالمين؟ كالإمام الحسين والإمام زيد ، ونجح بعضهم في إقامة دولة الإسلام لمئات السنين ، كالإمام الهادي؟!
ج ١٨ : إنّ الأدوار الملقاة على عاتق كلّ إمام تختلف باختلاف الظروف المحيطة بالإمام ، فإذا خرج الإمام الحسين عليهالسلام ، فإنّه لا يعني أنّ جميع الأئمّة يجب عليهم الخروج ، بل النصوص الواردة من النبيّ صلىاللهعليهوآله تشير وبوضوح إلى إمامة كلّ من الحسن والحسين ، بقوله صلىاللهعليهوآله : ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) (٢) ، أي قاما بالسيف والجهاد أو قعدا عن ذلك ، وهذا خير دليل على
____________
١ ـ الفهرست : ٥٧.
٢ ـ روضة الواعظين : ١٥٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٦٣.