وإمامة فأقرّ بذلك فهو مؤمن. ١
وقال في موضع آخر : أدنى ما يكون به العبد مؤمناً ان يعرفه الله نفسه فيقر له بالإلهية ، ويعرفه نبيه فيقر له بالنبوة ، ويعرّفه حجته في أرضه وشاهده على خلقه فيعتقد بامامته. ٢
وللايمان عندهم أقسام ثلاثة ، قال المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي ( المتوفى ٤٧٠ ه ) : وجاء ذكر الايمان في نص القرآن على وجوه مختلفة ، فمنها إيمان تام خالص ومنها ايمان ناقص ، ومنها إيمان مشوب بالشرك.
وقال : أصحاب الايمان الخالص هم المخلصون في ولاية علي عليهالسلام والأئمة من ذريته : والمؤتمرون لهم ائتمار الرعية ، أما الايمان الناقص فهو أول الاستجابة والاتصال بحدود الدعوة مثل صاحبه مثل المولود الآدمي الذي إذا ولد وقع عليه اسم الانسان لكنه قاصر القدرة ضعيف الآلة ، فيراعى منه كماله وتمامه واستقلاله ، ويدل على ذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... ) ٣ ولو لا المعنى الذي أشرنا اليه لكان قوله : ( آمنوا ) بعد شهادته سبحانه بأنهم آمنوا عبثاً ، فدلّ بذلك على كون المخاطبين بافتتاح إيمانهم كالمواليد في افتتاح أيام ولادتهم.
والمقصود من الايمان المشوب بالشرك : أن الايمان هو نفس الشيء المأخوذ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله مما نزل إليه وحياً من الله سبحانه ، ففيه طهرة للنفوس ونجاة للأرواح مادام لم تخالطه البدع والاختلافات التي تصدر من المخلوقين ، وكأنهم يشاركون الله سبحانه بها في دينه وأمره وحلاله وحرامه ، فمهما خالطه ما هذه سبيله صار ايماناً مشوباً بالشرك ، ومثال ذلك الماء النازل
________________
١. راجع : القاضي النعمان بن مخمد ، المجالس والمسايرات ، ص ٣٤٨.
٢. راجع : المصدر السابق ، ص ٣٤٩. |
٣. النساء ، ١٣٦. |