وهناك قول آخر ، وهو أن آيات الوعيد إنما جاءت للتخويف ولاثارة الرعب في قلوب الكفار وقد ذهب إلى هذا القول محمد عزة دروزة ، ونسبه أيضاً الفخر الرازي إلى قائل لم يصرح باسمه ، وقد استدل هذا القائل المجهول على هذا الرأي بعدد من الوجوه ، وهذا الرأي من أضعف الأقوال في هذا الموضوع ، وقد ثبت بطلانه وبطلان الوجوه التي احتجوا بها على هذا الرأي.
وأما قول محمد إقبال اللاهوري ـ وهو أنه لا يوجد عذاب أبدي في الاسلام ، ولفظ الأبدية الذي جاء في بعض الآيات وصفاً للنار يراد به حقبة من الزمان ، كما يفسره القرآن نفسه ، وما ذلك المقدار من العذاب إلّا تجربة للتطهير والتقويم ـ فقد ثبت في قسم التفسير أن آية الحقب لا تدل على محدودية العذاب ، وثبت في قسم الفلسفة بأن دار الآخرة ليست بدار استكمال حتى تكون تطهيراً للنفوس.