عليها هيئات ردية راسخة ، وهذه النفوس هي التي تكون شقاوتها أبدية. وفي تفسيره ( الميزان ) طرح الاشكالات العقلية الاساسية للمخالفين للخلود في النار ، وأجاب عنها باجابات وافية وشافية.
ومن الفلاسفة المعاصرين الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع وبالتفصيل ، هو الفيلسوف المحقق السيد جلال الدين الآشتياني ، وقد دافع بقوة عن فكرة الخلود الشخصي في العذاب مستنداً في إثبات ذلك بأدلة عقلية مستفادة من بعض الروايات المثبتة للخلود في النار ، حيث استنبط منها عدة قواعد فلسفية لاثبات الخلود في العذاب وهي : ترتب العذاب على الوجود الواقع في جهنم ، والملازمة التامة بين النية السيئة والعذاب ، ووجود السنخية بين الأثر ومبدئه. وحاول أيضاً اثبات خلود العذاب بقاعدة العلّية والمعلولية حيث ذهب بأن هناك رابطة علية ومعلولية بين العذاب ومنشأ العذاب ، وأن القول بانقطاع العذاب عن الكفار في حال رسوخ منشأ العذاب ـ وهو الملكات الردية ـ لا يكون سوى عدم المعلول مع وجود العلة التامة ، وبناءً على ذلك فقد وجه الآشتياني انتقاداً شديداً للعرفاء القائلين بانقطاع العذاب عن الكفار ، متهماً إيّاهم بالعجز في المسائل العقلية واصفاً أدلتهم على انقطاع العذاب عن الكفار بأنّها خطابية وليست برهانية.