إلّا أنه لكثرة الاشكالات العقلية على القول بخلود الكفار في العذاب ، فقد ذهب في أول الأمر إلى القول بالخلود النوعي وانقطاع العذاب عن كل واحد واحد من الكفار مع بقائهم في جهنم ، وتمسك في إثبات نظريته هذه بعدد من الأدلة العقلية بالاضافة إلى استشهاده بأقوال العرفاء المخالفين لخلود الكفار في العذاب أمثال القيصري وابن عربي وآخرين.
وثبت لدينا رجوع الشيخ عن نظرية الخلود النوعي في كتابه ( العرشية ) إلى القول بالخلود الشخصي ، كما أقرّ بذلك المعلقين على كتب الشيخ أمثال : السبزواري ، والخواجوي ، وجلال الدين الآشتياني ، وقد حاول بعض المعاصرين إثبات عدم رجوع الشيخ عن نظرية الخلود النوعي ، وأن رجوعه كان عن قول ابن عربي ، وهو تبدل العذاب إلى العذب ، ولكن بيّنا بأنه مع التسليم بصحة هذا المدعي ، فهو أيضاً رجوع عن الخلود النوعي إلى الخلود الشخصي.
وأما تلميذه ملا محسن الفيض الكاشاني فقد ذهب إلى القول بالخلود النوعي وانقطاع العذاب عن الكفار مع بقائهم في جهنم تبعاً للرأي القديم لأستاذه مستشهداً بنفس أقوال أستاذه ، ومستنداً بنفس الأدلة والشواهد التي نقلها أستاذه صدرالدين الشيرازي عن العرفاء. وأما ملا هادي السبزواري فهو مع ذهابه إلى القول بأن الخلود الأبدي في العذاب ليس من ضروريات الدين وأن الكتاب والسنة لم ينصّا على دوام العقاب ، فقد دافع عن فكرة الخلود الأبدي في النار ، ويري بأن القول به أدخل في الانزجار.
وبالنسبة إلى العلامة محمد حسين
الطباطبائي فقد قسّم النفوس تبعاً للمفهوم القرآني عن السعادة والشقاوة الأخروية إلى ثلاثة أقسام ، وهي : نفوس سعيدة ، ونفوس سعيدة الذات ، وهي النفوس التي عليها هيئات ردية غير راسخة وقابلة للزوال ، ونفوس شقية شقية الذات ، أي النفوس التي