طفيل هي للنفوس التي تعرفت بواجب الوجود وأقبلت عليه ، والنفوس الشقية هي النفوس التي تعرفت بواجب الوجود إلّا أنها أعرضت عنه واتبعت هواها ، وهؤلاء إما أن يكونوا قد اكتسبوا هيئات بدنية ردية غير راسخة بحيث تزول هذه الهيئات ، وبالنتيجة يتخلصون من الآلام بعد جهد طويل ويلحقون بالسعداء ، وإما أن يكونوا قد اكتسبوا هيئات بدنية رديّة راسخة فتبقي في عذاب طويل وآلام لا نهاية لها ، وأما النفوس التي لا تكون سعيدة ولا شقية ، والتي يسميها بعض الفلاسفة بالنفوس الجاهلة ، هذه الأنفس لعدم معرفتها بواجب الوجود إذا فارقت البدن لا يتألم لفقد واجب الوجود فتكون من أهل النجاة.
وأما شيخ الاشراق شهاب الدين السهروردي ، فقد كان متأثراً إلى حد كبير بابن سينا في هذه المسألة ، فقسم النفوس إلى أربعة أقسام : أحدها النفوس السعيدة ، وهي النفوس التي وصلت إلى الكمال في العقل النظري ، وذلك بمشاهدة واجب الوجود والملأ الاعلى وعالم النور ، فوصلت إلى حد الاعتدال في العقل العملي ، فتعيش هذه النفوس في سعادة ولذة إلى الأبد ، وثانيها النفوس الشقية ، وهذه النفوس إما أن تكون قد اكتسبت هيئات وملكات ردية راسخة ، فيصفهم شيخ الاشراق بالجهل المركب ، وصاحب الجهل المركب عنده لا يرجى له النجاة ويخلد في النار ، وإما أن تكون قد اكتسبت هيئات ردية غير راسخة وقابلة للزوال ، فان هؤلاء يتعرضون إلى عذاب محدود ثم يجدون الخلاص ويلحقون بالسعداء. وثالثها هي نفوس البلهاء ، ويرى الشيخ بأن هؤلاء إذا لم يكن معهم معاصي وذنوب باطلة ، فسوف يجدون الخلاص ، وإلّا فهم مخلدون في العذاب والشقاوة.
ومن المتأخرين الذين بحثوا في هذه
المسألة هو العلامة المحقق صدرالدين الشيرازي ، فهو يتفق مع الفلاسفة في القول بخلود الكفار في جهنم