وجاء في رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي قوله : في نار ولهيب معطياً نقمة للذين لايعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب من مجد قوته. ١
ويقول مصنف كتاب نؤمن بأن الكنيسة حددت إيمانها بالنسبة إلى الجحيم في ثلاث نقاط :
١. الجحيم موجود طبعاً.
٢. والذي يحتمل هلاكه يدخلها رأساً بعد الموت.
٣. الجحيم أبدي. ٢
ونقل عن كتاب اللاهوت النظامي بأنه يعتقد النصارى أن العذاب الذي يتعذب به الأشرار أبدي ولانهاية له ، وعندهم أن من يدخل النار لا يخرج منها أبداً ، إذ أن حال الأشرار لا تتغير وأنه لا رجاء للهالكين مطلقاً. ويستدلون بنصوص كثيرة على أبدية العذاب لمن دخلوا النار إذ لا نهاية لقصاص الاشرار وأنه لا توبة حقيقية ولا إصلاح في العالم الآخر. ٣
ويؤيد هذا ما نقل عن ميخائيل مينا قوله : لا يغرب عن الاذهان أن العذاب المخلد والهلاك الأبدي والعقوبات الدائمة والاستغراق في النيران الجهنمية ، لهي كغيرها من الأسرار العسيرة الفهم في الديانة المسيحية ، ومع ذلك فنحن ملزمون بتصديقها والايمان بها ، لأن نصوصاً إلهية كثيرة أيدتها وأثبتتها. ٤
والنصوص المار ذكرها تؤيد هذه الحقيقة ، وهي اعتقاد الديانة المسيحية بالخلود في جهنم ، كما صرحت بعض الأناجيل ، وعلى أثرها اعترفت به الكنيسة المسيحية.
________________
١. اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والاسلام ، ص ٢٨١ ، ٢٨٢.
٢. راجع : نؤمن ، ص ٤٥٨. |
٣. اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والاسلام ، ص ٢٨٣. |
٤. رسالة تسالونيكي الثانية ١: ج٨ ، ص ٩ نقلاً عن : المصدر السابق ، ص ٢٨١ ، ٢٨٢.