وفيما يلي تفسير عدد من الآيات التي ذكر فيها لفظ المقيم :
١. قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ). ١
قال الشيخ محمد عبده : الوعد يستعمل في الخير والشر وفيما ينفع ويضر ، والوعيد خاص بالثاني ، ولا يكاد يذكر الوعد فيه إلا مع ذكر متعلقة صراحةً أو ضمناً. ٢
وقد وعد الله سبحانه في هذه الآية المنافقين والمنافقات وعطف عليهم الكفار لأنهم جميعاً سواء. ٣ وأخّر ذكر الكفار في مقام الوعيد للإيذان بأن المنافقين ـ وإن أظهروا الايمان وعملوا أعمال الاسلام ـ شر من الكفار. ٤
وقال العلامة الطبرسي : وإنما فصل النفاق من الكفر ، وإن كان النفاق كفراً ، ليبين الوعيد على كل واحد من الصنفين. ٥
قوله : ( خَالِدِينَ فِيهَا ) ، قال الطبرسي : أي دائمين فيها. ٦ وذهب إلى هذا القول جميع المفسرين ، وقد نقلنا فيما سبق أقوال عدد منهم.
وقوله : ( هِيَ حَسْبُهُمْ ) أي تلك العقوبة كافية لهم ، ولا يتجاوز فيها إلى غيرها. ٧
وقوله : ( لَعَنَهُمُ اللهُ ) أي أبعدهم من رحمته ، وقال العلامة الطبرسي : أبعدهم من جنته وخيره. ٨ والصحيح هو إبعادهم من رحمته ، ويلازمه إبعادهم من جنته وخيره.
قوله : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) أي ولهم مع ذلك عذاب دائم لا يزول ، وهو عذاب يوم القيامة ، ٩ أي للمنافقين والكفار عذاب دائم مع الخلود في النار يوم
________________
١. التوبة ، ٦٨. |
٢. تفسير المنار ، ج ١٠ ، ص ٥٣٥. |
|
٣. راجع : تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٣٦. |
٤. تفسير المنار ، ج ١٠ ، ص ٥٣٥. |
|
٥. مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٤٨. |
٦. المصدر السابق. |
|
٧. راجع : تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٣٦. |
٨. مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٤٨. |
|
٩. راجع : تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٣٦ ؛ تفسير التبيان ، ج ٥ ، ص ٢٥٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ص ٤٨.