وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا ) وكلما همّوا بالخروج من النار للخلاص من عذابها قمعتهم الملائكة وأعادتهم إليها كما قال تعالى : ( وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) فلا يخرجون منها أبداً ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب نار جهنم التي كنتم تكذبون بها في الدنيا. والآية مختصة بالكفار بدليل تكذيبهم للمعاد.
٤. قوله تعالى : ( وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ). ١
قال العلامة الطباطبائي : الفجار هم المنخرقون بالذنوب ، والظاهر أن المراد بهم المتهتكون من الكفار ، إذ لا خلود لمؤمن في النار. ٢
وقال العلامة الطبرسي : المراد من الفجار هنا الكفار المكذبون للنبي صلىاللهعليهوآله لقوله : ( يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ) أي يلزمونها بكونهم فيها. ٣ ويذهب الشيخ الطوسي أيضاً إلى أن المراد من الفجار هم الكفار. ٤
وقوله : ( وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ) قال العلامة الطباطبائي : ٥ عطف تفسيري على قوله : ( يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ) يؤكد معني ملازتمهم للجحيم وخلودهم فيها ، والمراد بغيبتهم عنها خروجهم منها ، فالآية في معنى قوله : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) ٦ : وقال الشيخ الطوسي ٧ والطبرسي ٨ : أي لا يكونون غائبين عنها ، بل يكونون مؤبدين فيها. وقال الآلوسي : ( وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ) طرفة عين ، فان المراد استمرار النفي لا نفي الاستمرار ، وهو كقوله تعالى : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا في الد ) لالة على سرمدية العذاب ، وأنهم لايزالون يحسون بالنار. ٩ وذهب إلى هذا القول أيضاً الشيخ إسماعيل حقي ، ١٠ وقال البيضاوي :
________________
١. الانفطار ، ١٤ ـ ١٦. |
٢. تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٢٢٧. |
٣. مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٥٠. |
٤. تفسير التبيان ، ج ١٠ ، ص ٢٩٣. |
٥. تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٢٢٧. |
٦. البقرة ، ١٦٧. |
٧. راجع : تفسير التبيان ، ج ١٠ ، ص ٢٩٣. |
٨. راجع : مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٥٠. |
٩. روح المعاني ، ج ٣٠ ، ص ٦٦. |
١٠. راجع : روح البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٦٢. |