أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ). ١
قوله : ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا ) أي الذين كفروا بالله وكذبوا بالمعاد بدليل قوله تعالى في ذيل الآية ( وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ).
وقوله ( فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) المأوى : اسم مكان أي ملجأهم ومنزلهم. ٢ وقال المراغي : مساكنهم التي يأوون اليها في الآخرة. ٣ وقال العلامة الطباطبائي : كون النار مأواهم لازمه خلودهم فيها ولذلك عقبه بقوله : ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ). ٤
وقال الشيخ اسماعيل حقي : قوله ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ) عبارة عن الخلود فيها فانه لا خروج ولا إعادة في الحقيقة كقوله : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ). ٥
وقال البيضاوي : قوله ( كُلَّمَا أَرَادُوا ... ) الآية ، عبارة عن خلودهم فيها. ٦
وقال المراغي : روي أن لهب النار يضربهم فيرتفعون إلى أعلاها حتى إذا قربوا من أبوابها وأرادوا أن يخرجوا منها يضربهم اللهب فيهوون إلى قعرها وهكذا يفعل بهم أبداً. ٧
ويروي البضاوي عن الفضيل بن عياض قوله : والله إن الأيدي لمؤثقة وإن اللهب ليرفعهم والملائكة تقمعهم. ٨
فمعنى الآية اجمالاً : قال سبحانه وأما الفاسقون المنكرون للمعاد فمأواهم النار ، أي ملجأهم ومستقرهم الذي يستقرون فيه هم خالدون إلى الأبد مثلما يستقر المؤمنون في الجنة ، كما قال تعالى قبل هذه الآية : ( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
________________
١. السجدة ، ٢٠. |
٢. اسماعيل حقي البروسوي ، روح البيان ، ج ٧ ، ص ١٢٣. |
|
٣. تفسير المراغي ، ج ٢١ ، ص ١١٥. |
٤. تفسير الميزان ، ج ١٦ ، ص ٢٦٤. |
|
٥. روح البيان ، ج ٧ ، ص ١٢٣. |
٦. تفسير البيضاوي ، ج ٤ ، ص ٣٥٩. |
|
٧. تفسير المراغي ، ج ٢١ ، ص ١١٥. |
٨. راجع : تفسير البيضاوي ، ج ٤ ، ص ٣٥٩. |
|