والمؤلّف رحمهالله أجاد في تخصيص موضوع من كتابه لمحمّد بن الحنفيّة ، ولكنّه ويا للأسف لم ينجح في الدفاع عنه وهو مأجور على كلّ حال.
ملحق المختار
والموضوع الذي أبدع المؤلّف في عرضه وفاز في حكايته وردّ الشبهات عنه إنّما هو موضوع المختار وتبرئة هذا الرجل المظلوم ممّا افتري به عليه وموضوع الافتراء على المختار يصب في مستنقع معاداة أهل البيت وأصحابهم المخلصين لأنّه قتل قاتل أهل البيت وتركهم جذاذاً وشفى صدور المؤمنين ، وكان عليه لكي ترضى عنه أُمّة معاوية أن يوالي عمر بن سعد ويوثقه فلا يقتله لأنّه كما تقول أُمّة معاوية « قتل الحسين بسيف جدّه » وأن يأتلف مع شمر بن ذي الجوشن وشبث ابن ربعي وابن زياد وهكذا دواليك وإلّا فليعدّ نفسه إعداداً لتحمّل الطعنات ، وقبول الافتراءات.
وهذا الموقف لا غرابة فيه علينا فنحن الشيعة نلنا من أُمّة معاوية فنوناً من هذه الأكاذيب والافتراءات ، لأنّنا اتّخذنا عدوّ أهل البيت عدوّاً فنسب إلينا أُمور تنافي أبسط العقول وما زلنا نعاني من مهزلة ابن سبأ وتصديق المغفّلين لها وهي إن حقّقت بهم أليق ، لأنّه الذي حرّك أحجار الصحابة على رقعة الجمل وصفّين ، وهذه الأحجار قبلت قوله وصدّقته واتّبعته فهي أولى بأن تسمّى سبئيّة لا نحن الذين نبرأ منه ونلعنه.
وبناءاً على رصد مزاجهم المتقدّم كيف لا ينبزون المختار ويلصقون به مختلف التهم والبهتان ، والمؤلّف أحسن الله إليه أحسن جدّاً بدفاعه عنه لا سيّما ردّه الروايات التي وردت عن طريق الشيعة ردّاً مركّزاً يزيل إليهم وينبغي اللبس ويثبت الحقّ وهو فيما أرى خير ما قرأت في الدفاع عن المختار ويكون بناءاً على هذه المعادلة أفضل ما كتب عنه.