يكنّى أبا حسّان ، وعمل على مداواته حتّى عوفي فسكن المدينة إلى أن توفّي بها وكان قد تزوّج فاطمة بنت الحسين عليهالسلام التي ترجمت لها في الجلد الثالث من رياحين الشريعة وهو خاصّ بتراجم عالمات الشيعة.
ولمّا بلغ الإمام الحسين رغبة الحسن في الزواج من إحدى كريمتيه أحضره وقال : يابن أخي ، إنّما هما اثنتان فاختر أحبّهما إلى قلبك ، فطأطأ الحسن رأسه حياءاً ، فقال الإمام الحسين عليهالسلام : إنّي اخترت لك ابنتي فاطمة فإنّها أشبه الناس بأُمّي فاطمة ، فأولدها الحسن عليهالسلام ثلاثة أولاد : عبدالله المحض وإبراهيم القمر والحسن المثلّث وابنتين إحداهما تسمّى زينب والأُخرى أُمّ كلثوم ، وكان في المدينة على رأس بني هاشم جليل القدر عظيم المنزلة ، له احترام جمّ.
وجاءه عمّه ذات يوم في عهد الحجّاج ونازعه على صدقات أمير المؤمنين وطلب منه أن يشاركه فيها فامتنع الحسن أشدّ امتناع فشكاه عمر إلى الحجّاج فأحضره الحجّاج وقال له : يا أبا محمّد ، هذا عمر بن عليّ عمّك وبقيّة أبناء أبيك عليّ فأشركه في صدقاته ، فقال الحسن المثنّى : أما والله لا غيّرت شرطاً شرطه جدّي عليّ عليهالسلام ولا أُدخل من لم يدخله عليّ عليهالسلام ، فقال الحجّاج : وما الذي شرطه عليّ ؟! فقال الحسن المثنّى : كان جدّي قد اشترط أن يلي صدقاته أولاد فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فعزم الحجّاج على إشراك عمر قهراً ، فغادر الحسن إلى الشام وشكى حاله إلى عبدالملك بن مروان ، فكتب عبدالملك إلى الحجّاج كتاباً : إنّي لا آذن لك أن تدخل نفسك في شئون الحسن المثنّى وأن تغيّر شرطاً اشترطوه في صدقاتهم وهي في يد الحسن المثنّى ولم تزل في يده حتّى توفّي وانتقلت إلى ولده عبدالله المحض.
ولمّا انتقل إلى الرفيق الأعلى ـ أعنى الحسن المثنّى ـ ضربت زوجته خيمة على قبره وعكفت عليه تبكيه ، ولمّا حال الحول وأرادت العودة إلى حيث كانت ناداه منادٍ من جانب القبر :