........................................
__________________
= أُمرت بقضاء حاجتك ، قال : حاجتي أن يقوم من مقامه حتّى يجلس من هو أولى في هذا المقام ، فقال : ثمّ ما تريد ؟ قال : الدخول عليه.
فأمر برفع الحجاب وأدخله على معاوية ، فلمّا دخل عليه الطرمّاح وهو متنعّل ، قالوا : اخلع نعليك ، فالتفت يميناً وشمالاً ثمّ قال : هذا الوادي المقدّس فأخلع نعلي ، فنظر إلى معاوية قاعداً على السرير مع قوّاد عساكره وحاشيته ، فمثل بين يديه فقال : السلام عليك أيّها الملك العاصي ، فقال معاوية : ويحك يا أعرابي ! ما منعك أن تسلّمني (كذا) بإمرة المؤمنين ، قال : ثكلتك أُمّك ، نحن المؤمنون فمن أمّرك علينا ؟ قال : ما معك ؟ قال : كتاب مختوم من إمام معصوم. قال : ناولنيه ، قال : أكره أن أطأ فراشك ، قال : ناوله وزيري وأشار إلى عمرو بن العاص ، فقال : هيهات ، ظلم الأمير وخان الوزير ، فقال : ناوله إلى ولدي يزيد ، قال : ما فرحنا بإبليس كيف نفرح بأولاده ، قال : ناوله مملوكي وأشار إلى غلام له قائم على رأسه ، قال : مملوك اشترى من مال استخرج من غير حقّ ، قال : ويحك يا أعرابي ! ما الحيلة في أخذ الكتاب منك ؟ قال : أن تقوم من مقامك وتأخذ الكتاب بيدك على كره منك فإنّه كتاب رجل كريم وسيّد عليم.
فلمّا سمع معاوية هذا وثب من مكانه وأخذ الكتاب وقرأه ووضعه تحت ركبته ثمّ قال : كيف خلّفت عليّاً بن أبي طالب ؟ قال : خلّفته كالبدر الطالع ، حواليه أصحابه كالنجوم ، إذا أمرهم أمراً ابتدروا به ، وإن نهاهم عن شيء لم يباشروه ، بطل شجاع ، أن لقي حصناً هدمه وألقاه ، وإن لقي قرناً صلبه وأخزاه ، وإن لقي عدوّاً صلبه وأفناه. قال معاوية : فكيف خلّفت الحسن والحسين ؟ قال : خلّفتهما شابّين تقيّين نقيّين أديبين خطيبين سيّدين سندين طيّبين طاهرين ، فاضلين كاملين عاملين ، يصلحان للدنيا والآخرة.
قال : ما أفصحك يا أعرابي ، فقال : لو بلغت باب أمير المؤمنين عليهالسلام لرأيت الفصحاء البلغاء الفقهاء العلماء النجباء الأُدباء الأتقياء الأصفياء لغرقت في بحر عميق لا تنجو من لجّته يا معاوية.
قال عمرو بن العاص لمعاوية : هذا
رجل بدويّ لو أرضيته بالمال ليقول فيك خيراً ، فقال معاوية : يا أعرابي ، ما تقول في الجائزة تأخذها منّي ، قال : إنّي أُريد استقباض روحك من
بدنك وكيف باستقبال مالك ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، قال : أتحبّ أن أزيدك ، قال : زدنا
فإنّك لا تعطيه من مال أبيك وأنا والله أولى من يزيد ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، ثمّ قال الطرمّاح :
إنّ الله وتر يحبّ الوتر ، قال معاوية : أعطوه عشرة آلاف أيضاً ، فأبطأ الخازن عليه ساعة فمدّ
الطرمّاح بطره إلى
=