أن تكونا عن ساعة قريرَي العين ، قالا : جعلنا فداك ، لا والله ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك ، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك ، فقال : جزاكما الله يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما إيّاي بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين ] (١) ثمّ ودّعاه وانصرفا إلى الحرب وأخذ أحدهما يرتجز الشطر ويتمّه الآخر :
قد علمت حقّاً بنو غفار |
|
وخندف بعد بني نزار |
لنضربنّ معشر الفجّار |
|
بكلّ عضب صارمٍ بتّار |
يا قوم ذودوا عن بني الأطهار |
|
بالمشرفيّ والقنا الخطّار |
وقاتلا حتّى نالا الشهادة.
وفي زيارة الناحية المقدّسة والزيارة الرجبيّة : « السلام على عبدالله وعبدالرحمن ابني عروة بن حراق الغفاريّين ».
ولا يخفى أنّ صاحب الناسخ أورد الخبر بنفس السياق إلّا أنّه لم يورد لهما رجزاً ونسب بعض هذا الرجل إلى قرّة ابن أبي قرّة الغفاري ، والله العالم. خلا أنّ صاحب منتهى الآمال وإبصار العين نسب الرجز كلّه إليهما ومثلهما فعل الخوارزمي في مقتله (٢).
__________________
(١) ما كان بين القوسين فهو للمصدر وبين المركنتين من كلام المؤلّف ، والتبست الحال على المؤلّف فخلط بين عبدالله وعبدالرحمن الغفاريّين وبين سيف بن الحارث بن السريع ومالك بن عبد بن شريع وهما ابنا عمّ وأخوان لأُمّ فنسب ما كان لهما للأوّلين لذلك وضعناه بين المركنتين إشعاراً بذلك ، راجع مقتل أبي مخنف ص ١٥١ ومثله الكامل وقد مرّت الإشارة إليه.
(٢) منتهى الآمال ، ج ١ ص ٥٥٨ ؛ إبصار العين ، ص ١٠٤ ؛ مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٢ ولم يذكر الشطرين الأخيرين ونسب رجزاً آخر أيضاً يضارع هذا الرجز ويزيد عليه لقرّة بن أبي قرّة الغفاري ص ١٨.