في مسجد الكوفة بعد واقعة صفّين وأمر الحكمين إذ دخل المسجد أربع فتيان طوال القامة تخالهم نخلات أربعة ، فسلّموا على الإمام أمير المؤمنين ، فألقى عليهم الإمام نظرة وقال : كأنّكم لستم من أرضنا ؟! فقالوا : أجل ، نحن من أهل اليمن وأقبلنا من جيش معاوية ، فقال الإمام عليهالسلام : وماذا تصنعون هنا في بلادنا وأنتم من بلاد العدوّ ؟ فقالوا : معاذ الله أن نكون لك عدوّاً مع ما نعلم من أنّ رسول الله استخلفك بحفظ بيضة الدين وكشف الكربات ، والآن وقعنا في مصيبة شديدة وأمر عظيم ، فقال الإمام عليهالسلام : وما ذاك ؟! فقالوا : لنا أُخت عذراء وفي بطنها جنين يضطرب وهي تقسم لنا أنّ أحداً لم يرفع ذيلها ، فقال الإمام عليهالسلام : وأين هي الآن ؟ فقالوا : هي عند رحالنا على باب المسجد ، فقال عليهالسلام : عليَّ بها.
فلمّا وقعت عين الإمام عليها ، قال لها : اقبلي وأدبري
بعشر خطوات ، ففعلت الفتاة ، ثمّ أمر الإمام أن يضرب طنب في المسجد ، وأحضروا قابلة الكوفة وهي امرأة عطّارة تدعى خولة فأمرها بفحص الفتاة وكشف حالها وإخباره بما ترى منها ، وأمر ديناراً الخصيّ وهو ثقة الإمام أن يهتمّ بها ، فأقبلت القابلة بعد
الفحص الشديد على الإمام وهي تقول : الفتاة ما تزال بكراً ويظهر أنّ في أحشائها جنيناً مضطرباً ، فأمرها الإمام أن تجلس الفتاة على كرسيّ مرتفع ، وتضع تحتها طشتاً وتخرج من عندها وتتركها وحدها ، ففعلت القابلة ، وأقبل الإمام على أصحابه يحدّثهم والفتاة تستمع إليه ، فالتفت إلى جانبها وهو يتحدّث ثمّ زعق زعقة هايلة وصاح صيحة مرعبة فاضطربت الفتاة خوفاً من صيحته فافتضّت بكارتها على أثر اضطرابها وألقت كائناً بقدر القطّ من بطنها ، فأمر الإمام عليهالسلام ديناراً
الخصيّ أن يقبل بالطشت ، فلمّا وضعه بين يديه ورأى الناس ذلك الكائن فيه عند ذلك اختلف فيه الأقوال ؛ فغلى بعضهم في الإمام عليهالسلام
، وقال الإمام لإخوان الفتاة : هل كان في بيتكم مستنقع ماءٍ آسن ؟ فأجابوه : نعم ، فقال عليهالسلام
: إنّ فتاتكم هذه استنقعت في تلك