كنت أرجو العود للدار معك |
|
ونلاقي فلكاً قد أطلعك |
ولدي أخشى تلاقي مصرعك |
|
ثمّ لا ترجع لي في الراجعين |
* * *
قال يا أُمّ اصبري واحتسبي |
|
إنّني أسعى لعمّي وأبي |
ليتني في الموت ألقى إرَبي |
|
حين أهوى بفنا عمّي طعين |
* * *
ارجعوا يا أهل بيتي للخباء |
|
سوف أنضمّ لركب الشهداء |
كيف أرضى العمّ يبقى في العراء |
|
عارياً في أهل بيت طاهرين |
* * *
ودعاه العمّ قف يا ولدي |
|
عُد إلى الخيمة قبل الموعد |
فلقد قطّعت منّي كبدي |
|
عُد وكن عوناً لزين العابدين |
* * *
فأجاب الطفل كلّا لا أعود |
|
لا أُريد العيش فيلفنَ الوجود |
كيف أقوى أن أرى هذي الحشود |
|
جمعت من كلّ همّاز مشين |
* * *
ضمّني يا عمّ في حضن الأمان |
|
حانياً أو لا فخذني للجنان |
حسنيّ أنا لا أرض الهوان |
|
سمح بالروح بالقدر ضنين |
* * *
إنّ موتاً معْك خير من سبا |
|
إنّني بالثدي أرضعت الإبا |
أولست الحرّ شبل المجتبى |
|
كان عزمي من جدودي الأوّلين |
* * *
رق ممّا قال سبط المصطفى |
|
قال من بعدك للدنيا العفا |
صار فيه الطفّ ميدان الوفا |
|
ومضى في الشهداء الخالدين |