المشتحّط بدمه ، والمصعد دمه في السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي ».
والكلام هنا في عبدالله الرضيع هذا هو عليّ الأصغر المعروف أو غيره ؟ نقل صاحب ذخيرة الدارين عن الحدائق الورديّة أنّ عبدالله هذا ولد في يوم عاشوراء فسمّاه الحسين عليهالسلام عبدالله ، وأُمّه أُمّ اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله بن تيميّة ، وكان الإمام قد تزوّجها وحملها معه إلى أرض كربلاء ، ولمّا ولد الطفل أقبلوا به إلى الإمام عليهالسلام فوضعه في حجره ولبّاه بريقه ، وقيل : وضع لسانه في فمه فتصدّى له عبدالله بن عقبة الغنوي أو هاني بن ثبيت الحضرمي لعنهما الله بسهم وهو في هذه الحال فذبحه في حجر أبيه فتلقّى الإمام دمه بيده ورماه نحو السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة. ثمّ يروي بسنده عن فضيل أنّ أبا ورد روى عن الإمام الباقر أنّه قال : لو نزلت قطرة من ذلك الدم لنزل معها العذاب.
ثمّ لا وجه لاعتبار عليّ الأصغر هو عبدالله لأنّ هذا الاسم لا هو كنية ولا هو لقب وينبغي أن يسري الاعتبار إلى عليّ الأكبر وعليّ الأوسط فنبحث لهما عن اسم آخر ، وأخيراً ليس من المستبعد أن يكون عبدالله الرضيع غير عليّ الأصغر.
يقول شاعر آل محمّد السيّد حيدر الحلّي :
له الله مفطور من الصبر قلبه |
|
ولو كان من صمّ الصفا لتفطّرا |
ومنعطف أهوى لتقبيل طفله |
|
فقبّل منه قبله السهم منحرا |
لقد ولدا في ساعة هو والردى |
|
ومن قبله في نحره السهم كبّرا (١) |
__________________
(١) الدرّ النضيد ، ص ١٥١.