مكتوف اليدين فتكسّرت عظامه وبقي به رمق فاجتاز به عبدالملك بن عمير اللخمي ، وكان فقيه الكوفة وقاضيها فقطع رأسه فلامه الناس على ذلك وقبّحوا عمله فقال اللعين : أردت أن أريحه .. (١).
وروى الشيخ المفيد بإسناده أنّ عبدالله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديين قالا : لمّا قضينا حجّنا لم تكن لنا همّة إلّا اللحاق بالحسين عليهالسلام بن عليّ في الطريق لننظر (لأنّ الحسين عليهالسلام خرج يوم التروية ـ المؤلّف) فأقبلنا ترقل بنا نياقنا حتّى لحقنا بزرود ، فلمّا دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين عليهالسلام فوقف الحسين عليهالسلام كأنّه يريده ثمّ تركه ومضى ومضينا نحوه ، فقال أحدنا لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا لنسأله فإنّ عنده خبر الكوفة ، فمضينا حتّى انتهينا إليه ، فقلنا : السلام عليك ، فقال : وعليكم السلام ، قلنا : ممّن الرجل ؟ قال : أسديّ ، قلنا : ونحن أسديّان ، فمن أنت ؟ قال : أنا بكر بن فلان ، وانتسبنا له ثمّ قلنا له : أخبرنا عن الناس وراءك ، قال : نعم ، لم أخرج من
__________________
(١) هذا ما أورده المؤلّف وعزاه إلى أبي مخنف إلّا أنّ رواية أبي مخنف تختلف عن هذا السياق كثيراً وإليك ما ذكره الرجل في المقتل : وسار الحسين حتّى بلغ الحاجز من بطن الرملة فأرسل قيس بن مسهّر الصيداوي بكتاب إلى الكوفة وفيه : « أمّا بعد ، فقد ورد إليّ كتاب مسلم بن عقيل يخبرني بحسن رأيكم واجتماعكم على نصرتنا فأسأل الله تعالى أن يحسن لنا ولكم العاقبة وقد جئتكم بأهلي وصحبي فإذا قدم إليكم رسولي هذا فاكتبوا معه بما تحتاجون ، والسلام ». قال : وسار قيس بن مسهّر طالباً الكوفة فلمّا بلغ القادسيّة أخذه الحصين بن نمير لعنه الله وأوثقه كتافاً وبعث به إلى ابن زياد لعنه الله ، فلمّا وصل إليه قال له : يا فتى ، اصعد المنبر وسبّ الكذّاب بن الكذّاب يعني الحسين ، فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وذكر النبيّ فصلّى عليه ثمّ قال : أيّها الناس ، هذا الحسين قد فارقته من الحاجز من بطن الرملة وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثمّ سبّ يزيد لعنه الله وابن زياد لعنه الله وصلّى على الحسين وعلى أبيه وجدّه فأمر ابن زياد أن يُرمى من أعلى القصر فرُمي فتقطّع رضوان الله عليه ... مقتل أبي مخنف ، ص ٤١ و ٤٢.