طائر مشويّ وقال لها : طعام أُهدي إليك لتشتدّي على العزاء والبكاء ، فقالت : لسنا في عرس وهذا الطعام لا يناسب حالنا ثمّ أمرت بإخراج حاملي الطعام من الدار ، ولمّا خرجوا لا يُدرى هل عرجوا إلى السماء أو غاروا في أغوار الأرض.
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : وكان السبايا الرباب زوجة الحسين وهي أُمّ سكينة بنت الحسين وكان الحسين عليهالسلام يحبّها شديداً ، ثمّ ينقل الأشعار المشهور ويضيف إليها البيت التالي :
وليس لهم وإن عتبوا مطيعاً |
|
حياتي أو يغيّبني التراب |
إلى أن يقول : وعاشت بعد الحسين سنة ثمّ ماتت كمداً ولم تستظلّ بعد الحسين عليهالسلام بسقف (١).
وأمّا شهادة عليّ الأصغر (٢)
في رواية المفيد : ثمّ جلس الحسين عليهالسلام أمام الفسطاط فأُتي بابنه عبدالله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه (٣).
ويقول في نفس المهموم : فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب عليهاالسلام : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه ، فأخذه وأومأ إليه ليقبّله فرماه حرملة بن كامل الأسدي
__________________
(١) سبط ابن الجوزي ، تذكر خواصّ الأُمّة ، ص ٢٣٨.
(٢) ولمّا رأى الحسين عليهالسلام مصارع فتيانه وأحبّائه عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحّد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا ؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب : ناوليني ولدي الصغير حتّى أُودّعه فأخذه وأومأ لتقبيله فرماه حرملة بن كاهل الأسدي لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى بكفّيه حتّى إذا امتلأ رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن ما نزل بي إنّه بعين الله.
وقال الأزدي : قال عقبة بن بشير الأسدي .. الخ. (منه)
(٣) الإرشاد ، ج ١ ص ١٠٨.