لعنه الله بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال عليهالسلام لزينب : خذيه ، ثمّ تلقّى الدم بكفّيه فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء ثمّ قال : هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله ... (١).
وروى أبو مخنف عن عقبة بن بشير الأسدي قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماً ، قال : قلت فما ذنبي أنا رحمك الله يا أبا جعفر ، فما ذلك ؟ قال : أتى الحسين بصبيّ له عليهالسلام فهو في حجره إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه فتلقّى الحسين دمه فلمّا ملأ كفّه صبّه إلى السماء ثمّ قال : ربّ إنّك إن حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين ، قال الباقر فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض (٢).
وقال في ناسخ التواريخ : وعليّ الأصغر الذي ما زاد عمره على ستّة أشهر وكان يئنّ من الجوع والعطش لأنّ أُمّه جفّ ثدياها لشدّة عطشها ، فقال الإمام عليهالسلام : ناولوني ولدي لأُودّعه ، فتناول الطفل من قماطه وقبّله وقال : ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدّك محمّد خصمهم ، وأقبل به على أعدائه ورفعه على كلتا يديه ويقال إنّه
__________________
(١) نفس المهموم ، ص ٣١٧ و ٣١٨ وأمّا عبارة : قال الإمام الباقر : فلم تسقط منه قطرة إلى الأرض فلبست في النصّ وإنّما فيه عكس ذلك ، فلمّا ملأ كفّيه صبّه في الأرض ، راجع ص ٣١٨.
(٢) نفس المهموم ، ص ٣١٨ وعن الهامش : تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣٦٠ ؛ ومقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ١٧٤. وعن سويد بن قيس قال : حدّثنا من شهد الحسين عليهالسلام قال : كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره ، فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرمي به إلى السماء فما رجع منه شيء ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح.
وذكر في اللهوف مثله ، وفي تذكرة الخواصّ : فالتفت الحسين فإذا بطفل له يبكي عطشاً فأخذه على يده وقال : يا قوم ، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فرماه رجل منهم بسهم فذبحه فجعل الحسين عليهالسلام يبكي ويقول : اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ، فنودي من الهواء : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة.
وفي كتاب مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعي نقلاً عن صاحب كتاب الفتوح : كان له عليهالسلام ولد صغير فجائه سهم فقتله فرمّله وحفر له بسيفه وصلّى عليه ودفنه. (منه)